أفرزت مشكلة تقاسم مصادر الطاقة بين تركيا واليونان شرقي المتوسط، أزمة على المستوى السياسي بين الدولتين، وسط مخاوف من اتجاه الأمور إلى مزيد من التصعيد.
ومع بدء تركيا مناوراتها العسكرية بالتعاون مع جمهورية قبرص الشمالية في مياه المتوسط، تتحدث الدول عن إطلاق روسيا لإخطار “نوتام” وتركيا لإخطار “نافتيكس”.
وبدأت أنقرة بمشاركة قوات شمال قبرص، الأحد 6 من أيلول، مناورات عسكرية في البحر المتوسط، وستمتد إلى العاشر من الشهر الحالي.
وتشمل هذه المناورات السنوية بين البلدين تدريبات للقوات البحرية والجوية، تزامنًا مع مناورات للقوات البرية.
“نوتام” و”نافتكس” وظروف استخدامهما
على الرغم من أن الوظيفة المرجوة من كلا الإشعارين هي ذاتها، فإنهما يختلفان بالمجال المكاني لتطبيقهما.
“نوتام” (NOTAM)، وهو اختصار لجملة “Notice to airmen” أي “إشعار إلى الطيارين”، وهو مخصص للملاحة الجوية في العالم، إذ يتلقى الطيارون التوجيهات من حركة الطيران الدولية ضمن إخطار أو نشرة، لضبط سير الملاحة مع الطائرات الأخرى، بما يضمن سلامة جميع الرحلات.
وبحسب حديث الضابط السابق عبد الناصر العايد، لعنب بلدي، فإنه لا يمكن لطائرة أن تقلع من مدرجها قبل الحصول على إشعار رسمي يفيد بأن الطائرة مأمونة، تلافيًا لاستهدافها من قبل دولة أخرى، ولكي لا تتقاطع مع طائرة أخرى في نفس الارتفاع والمسار الجوي.
من جانبٍ آخر، فإن إخطار “نافتكس” (navtex)، وهو اختصار لمصطلح (Navigational Telex) أي “التيليكس الملاحي” الذي يُعنى بتنظيم حركة السفن لمنع الحوادث فيما بينها، وبالتالي لا يختلف عن “نوتام” من حيث الوظيفة لكنه يتخصص بقطاع الملاحة البحرية.
هذه الإخطارات لا تحمل صفة السريّة، إذ تنشؤها السلطات والوكالات الحكومية المعنية بالملاحة وترسلها، وفقًا لمبادئ توجيهية متاحة ومعلنة.
وعادةً ما تتبادل سلطات الطيران إشعارات “نوتام” فيما بينها عبر دوائر “AFTEN”، وهي اختصار لمصطلح (Aeronautical Fixed Telecommunication Network)، أي “شبكة الاتصالات الجوية الثابتة”.
الإخطارات في حالات الطوارئ
الدكتور في اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺒﺤﺮي اﻟﺪوﻟﻲ صلاح زين الدين يقول، لعنب بلدي، إن عملية التوجيه تجري بالاعتماد على أجهزة اتصالات تقنية متقدمة تستعمل في نظام الملاحة، وتستخدم في السفن والطائرات لتوجيه تحذير من خطر جسيم في الخط الملاحي أو الممر المائي الذي تسلكه السفينة أو الطائرة.
وأضاف أنها “خاضعة للأعراف الدولية البحرية أو الجوية أكثر من القانون الدولي، بسبب حداثتها”.
وتتضمن أنظمة الملاحة المذكورة خاصية الإخطار الطارئ في حالة تغير حالة الطقس، وتحليق طيران حربي معادٍ، واشتباكات جوية في مكان ما، والرميات الأرضية على ارتفاع معين، وحتى في حالة مرور أسراب الطيور في المجال الجوي.
يضاف إلى ذلك، أنه يحق للدول إطلاق إشعار “نوتام” الطارئ في حالات خاصة، فعلى سبيل المثال، إن كان هناك مرور لطائرة لرئيس دولة، يرسل “نوتام” لإيقاف حركة الطائرات الحربية في المسارات المجاورة لمسار الطائرة الرئاسية.
وبالعودة إلى المناورات العسكرية التي أطلقتها تركيا مع قبرص الشمالية، أطلق إخطارت “نوتام” و“نافتيكس”، لحجز المجالين البحري والجوي لمدة زمنية تمتد طيلة أيام المناورات منعًا لحدوث حوادث عن طريق الخطأ.