لم تتدخل موسكو إلى اليوم بإخماد الحرائق المنتشرة في سوريا منذ ثلاثة أيام، رغم تدخل روسيا بإخماد حرائق سابقة في المنطقة وأبرزها إسرائيل.
واحترقت مساحات واسعة من الأحراج الجبلية في ريف مدينتي حماة واللاذقية، منذ نهاية آب الماضي، وسط عجز حكومة النظام السوري عن السيطرة عليها، إلا أن الروس لم يتدخلوا.
وطلب النظام السوري المساعدة من قاعدة “حميميم” الروسية في سوريا، لكن طلبه قوبل بالرفض، بحسب ما قاله المتحدث باسم “هيئة التفاوض السورية”، يحيى العريضي، لعنب بلدي.
وأضاف العريضي أن معلومات وصلته من مصادر خاصة حول طلب النظام السوري المساعدة من القاعدة، التي رفضت بحجة “عدم امتلاكها لوسائل إطفاء”.
ولم يعلن النظام السوري رسميًا عن هذا الطلب حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وسبق أن ساعدت روسيا، إسرائيل في إطفاء الحرائق التي اشتعلت في عامي 2016 و2019.
ووفقًا لقناة “روسيا اليوم” الروسية، أرسلت وزارة الطوارئ الروسية، في 24 من تشرين الثاني 2016، طائرتين برمائيتين إلى إسرائيل للإسهام في إخماد الحرائق، وذلك بإيعاز من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وفي العام الماضي 2019، أعلنت إسرائيل عن استعانتها بعدد من الدول لمساعدتها على إطفاء الحرائق، بينها روسيا، وفقًا لـ“روسيا اليوم”.
واندلعت حرائق ضخمة في سوريا منذ نهاية آب الماضي، التهمت مئات الهكتارات الزراعية.
الحرائق تشتعل مجددًا
ورغم إعلان النظام السوري صباح اليوم، الأحد 6 من أيلول، عن إخماده الحرائق في قرية الفريكة بالقرب من منطقة مصياف، قالت صحيفة “الوطن” المحلية إن النيران اشتعلت مجددًا في المنطقة.
واشتعل الحريق في بيرة الجرد في ريف حماة الغربي، في 3 من أيلول الحالي، قبل أن يتوسع باتجاه السفح الشرقي لجبال منطقة مصياف في اليوم التالي.
وقال قائد فوج أطفاء حماة، العقيد ثائر الحسن، لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 4 من أيلول، إن عربات الإطفاء تحاول منع النيران من التقدم باتجاه قرية المشرفة، مشيرًا إلى أن سرعة الرياح ووعورة المنطقة وارتفاع درجات الحرارة، “تحول دون إخماد الحريق بالسرعة المطلوبة”.
وسبق لـ”سانا”، أن نقلت عن رئيس الجمعية الفلاحية في قرية بيرة الجرد، غياث الراشد، قوله إن المساحة التي التهمتها النيران تتجاوز ألفي دونم من الغابات التي تحتوي على مساحات واسعة من أشجار السنديان والسرو والصنوبر المعمرة.
وشهد ريف محافظة حماة حريقًا ضخمًا وصل ارتفاعه إلى أكثر من أربعة أمتار في منطقة عين الكروم نهاية آب الماضي، والتهم مئات الهكتارات من الأحراج الطبيعية، قبل السيطرة عليه لاحقًا.
وشاركت في إخماد الحريق فرق من أربع محافظات، هي طرطوس واللاذقية ودمشق وريفها، بالإضافة إلى جهود أهالي المنطقة، وفقًا لتصريحات قائد فوج إطفاء حماة لـ”سانا”.
واندلع الحريق حينها في الغابات التابعة لقريتي أبو كليفون وعناب، التابعتين لبلدة عين الكروم، في منطقة الغاب، وامتد الحريق باتجاه منازل السكان.
وأظهرت صور، تداولها مواطنون سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دمارًا هائلًا في الأحراج الجبلية، تظهر تآكل مساحات خضراء شاسعة.