الرقة – عبد العزيز الصالح
أثارت دورة تدريبية تجريها “لجنة التربية والتعليم”، التابعة لـ”مجلس الرقة المدني”، في اللغة الكردية لمعلمين ومعلمات جدلًا بين مواطنين في مدينة الرقة شمالي سوريا.
وتستهدف الدورة، التي بدأت في 15 من آب الماضي وتمتد على مدار شهر، 16 معلمًا ومعلمة لغة كردية من خريجي الجامعة المستجدين، لتقويتهم باللغة وتهيئتهم للعام الدراسي الجديد 2020- 2021، ليعلموا الطلاب كلًا من اللغتين العربية والكردية.
ويُعيّن المعلمون الجدد في المدارس من خلال امتحان كتابي في نهاية الدورة.
رئيس “لجنة التربية والتعليم”، خلف المطر، قال لعنب بلدي إن المنهاج المُتبع في مدينة الرقة هو منهاج منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) باللغة العربية، ولا توجد دورات لغة كردية موجهة للطلاب، وإنما هي دورات موجهة فقط لمعلمي اللغة الكردية، الذين يدرّسونها للطلاب من المكوّن الكردي فقط.
وعن عدد ساعات تعليم اللغة العربية المُحددة بساعتين أسبوعيًا، أوضح المطر أنها للطلاب من المكوّن الكردي، وليست موجهة للطلاب من المكوّن العربي.
وتعتمد “الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا” في مدن الرقة والطبقة ودير الزور على منهاج “يونيسف”، في حين تعتمد في بقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها على منهاج “الإدارة الذاتية”، الذي يدرسه الطلاب كل بحسب لغته الأم، فيدرس المكوّن العربي باللغة العربية، والكردي باللغة الكردية، والسرياني باللغة السريانية، بحسب ما أضافه المطر.
عامر الجاسم أحد سكان مدينة الرقة، دعا “لجنة التربية والتعليم” إلى النظر في مستقبل الأطفال، وليس فقط في المرحلة الحالية، إذ يعتبر أن تعليم اللغة الكردية إلى جانب اللغة العربية لا يسهم في تأمين مستقبل الأطفال.
وقال عامر لعنب بلدي، إن اللغة الكردية ليست لغة عالمية، ولا يحتاجها الطلبة في أثناء دراستهم المتقدمة في الجامعات أو المعاهد، أما تعليم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية فهو “مهم جدًا” خاصة بعد وصول الطالب إلى المراحل الدراسية المتقدمة.
بينما يرى أحمد الشريف وهو أحد أبناء المدينة، أن من حق أبناء المدينة من الكرد تعليم أبنائهم اللغة الكردية، كما يجب أن تكون من ضمن اللغات المعترف بها في سوريا مستقبلًا.
لكن لا يجب، وفق ما قاله لعنب بلدي، أن يُلزم الطلاب العرب بتعلمها، ويجب أن يكون تعلمها اختياريًا فقط، وأن يُترك الخيار للطالب في المدرسة أو ذويه في اختيار تعلمها من عدمه، أما أن يُجبَر المعلمون ثم الطلاب على تعلمها فهذا يعني أن على “المستقبل السلام”، بحسب تعبيره.
وأضاف أحمد أن سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على مناطق شمال شرقي سوريا هي مرحلة مؤقتة فقط، وذلك لأن النظام السوري، أو فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، أو أبناء المنطقة، لن يسمحوا بالتغيير الديموغرافي فيها، حتى على صعيد اللغة، بحسب رأيه.
وتُعد عملية إدخال لغة إضافية إلى أذهان الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية عملية “معقدة” ستؤدي إلى تشتتهم، بحسب المعلمة إيمان حسين.
وترى المعلمة أن على “لجنة التربية والتعليم” أن تعمل وفقًا لأساس صحيح وسوي لإنجاح العملية التعليمية، وتعليم الأطفال اللغة العربية السليمة واللغة الإنجليزية إلى جانب المواد الأخرى مثل الرياضيات والعلوم.
ويجب التركيز على تعليم اللغة الأم في البداية، وصرف النظر عن تعليم اللغة الكردية أو تعلمها، لأن ذلك يعتبر من “الكماليات” التي يستطيع أن يدرسها الطلاب بشكل كيفي بعيدًا عن سياسة الإجبار، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
بينما قال الإعلامي في “مجلس الرقة المدني” أسامة الخلف، لعنب بلدي، إن دورات تأهيل المعلمين وتدريبهم على اللغة الكردية تستهدف المكون الكردي وليس العربي، كما هو الحال للسريان والآشور والتركمان، نافيًا أن تكون التدريبات إلزامية للمدرسين.
وكانت “لجنة التربية والتعليم” في “الإدارة الذاتية” أجّلت، في 29 من آب الماضي، بدء الدوام في المدارس والمعاهد ومراكز دورات التقوية للعام الدراسي الحالي حتى 4 من تشرين الأول المقبل، “حرصًا على سلامة الطلاب، وللحد من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)” في مناطق سيطرة “الإدارة”.