عروة قنواتي
تستعد الأندية الأوروبية حول العالم لانطلاق المنافسات في مسابقاتها المحلية مجددًا خلال أيلول الحالي.
وعلى الرغم من ضغط الفترة الفاصلة بين انتهاء المواسم في بعض الدول كألمانيا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، وعودتها الآن بسبب انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، تجري استعدادات كبرى على قدم وساق، بدءًا من الإجراءات الحكومية والصحية والتنظيمية، مرورًا بسوق الانتقالات الصيفية، وصولًا إلى الأندية التي تنوي تقديم العرض الأفضل، وخاصة تلك التي ابتعدت لسنوات عن المنافسة على الألقاب على الصعيد المحلي.
الاستعدادات للموسم الجديد شابتها تعثرات مالية واقتصادية تسببت بها أزمة “كورونا”، مع الإعلان مجددًا عن خلو أغلب مدرجات الملاعب في العالم من الحضور الجماهيري، أو اقتصار الأمر على حضور رمزي لعدة أشهر أو حتى مطلع العام 2021.
ولكن التعامل مع هذه الأزمة داخل المستطيل الأخضر صار اعتياديًا وروتينيًا، لضمان بقاء المباريات، ونقلها عبر الشاشات، والاستفادة من ريع النقل التلفزيوني وإعلانات الشركات التجارية، بما يضمن استمرارية وصمود الخزائن الخاصة بالأندية الأوروبية، وتسهيل مهمة التعاقد ودفع الرواتب حتى انتهاء هذه الحالة الطارئة.
في إنجلترا، يتضح للمشاهد والمتابع لهيب وحرارة الميركاتو الصيفي لأندية تشيلسي ومانشستر يونايتد وآرسنال، وتجهيزات بالجملة لأندية ليفربول والمان سيتي وتوتنهام بما يضمن إلى الآن، وفق العناوين العريضة، موسمًا كرويًا لا يعرف “الطوابق” في رحلة الصدارة، ولا في معركة انتزاع المقاعد المؤهلة إلى المسابقات الأوروبية (دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي).
أندية لندن تنذر بمسابقة مشتعلة وفق ترتيبات التعاقدات، إذ تسلح كل فريق بنجومه السابقين والوافدين، وهذا يضمن للمتابعين والعشاق منافسة تتجاوز نصف مرحلة الإياب على أقل تقدير، حتى تكون الحسابات أوضح من جهة أصحاب النفس الطويل وتخلخل مستوى الثبات عند المغامرين منهم.
ولربما نشاهد أربعة فرق تتنافس بحرب معلنة على الصدارة، أو نعود إلى الموسم الأسبق (قبل الماضي)، حيث كانت الجولة الأخيرة بين ناديين (كانا ليفربول ومانشستر سيتي) هي الفيصل في حسم لقب أبطال البريميرليغ.
البلوز مع فرانك لامبارد تجاوزوا مرحلة العقوبات، وسجلوا في الموسم السابق، بمن حضر، أسماءهم بين الفرق المتأهلة إلى دوري أبطال أوروبا 2021ـ، مع إضاعتهم فرصة التتويج بكأس إنجلترا إثر السقوط في النهائي على يد أرسنال.
اليوم يأتي لامبارد بأسماء يرغب من خلالها بالمنافسة على اللقب المحلي وليس الانتقال إلى مركز الوصافة، وهذا يتضح بوصول فيرنر وهافيرتز وحكيم زياش وتياغو سيلفا إلى القائمة الزرقاء.
بينما عرف المان يونايتد أيضًا كيف يصطاد فان دي بيك وبرونو فيرنانديز لتدعيم خطوطه بما يؤكد نية سولشاير أن لا مشاركة شرفية هذا الموسم.
ومن الطبيعي أن يكون الإعداد لحقيبة يورغن كلوب بطل الموسم السابق ووصيفه بيب غوارديولا بالشكل الأمثل، فلا يفكر كل منهما بالابتعاد حاليًا مع فريقه عن خط الصدارة والنزاع على اللقب مجددًا.
ومن هنا تأتي أمانينا جميعًا بألا يكون الموسم الجديد سهلًا ولا الحسم سريعًا، على الرغم طبعًا من ندرة الحضور الجماهيري والتكيف مع حالة “كورونا”.
لا طوابق في الترتيب بالنسبة للدوري الإنجليزي الممتاز في العام الحالي، على الأقل سيكون الصراع في الذهاب من ترتيب واحد إلى عشرة، وهذا ما يتمناه كل متابع للكرة الإنجليزية والأوروبية.