التقى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، إلهام أحمد، وعضو رئاسة المجلس المركزي لحزب “الإرادة الشعبية” وأمينه، قدري جميل، بعد توقيع الاتفاقية بينهما.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية، الاثنين 31 من آب، فإن لافروف أعلن استعداد بلاده لـ”مواصلة تعزيز حوار شامل وبنّاء بين السوريين (…) وتهيئة الظروف للتعايش المتناغم والتنمية لجميع المكونات العرقية والدينية في المجتمع السوري”.
وأطلع كل من إلهام أحمد وقدري جميل وزير الخارجية الروسي على مذكرة التفاهم التي وُقعت بين حزب “الإرادة الشعبية” و”مسد” أمس، الاثنين.
ونص الاتفاق على أن “دستور سوريا ديمقراطي يحقق صيغة متطورة لعلاقة بين اللامركزية، التي تضمن ممارسة الشعب لسلطته المباشرة في المناطق، وتحقق الاكتفاء الذاتي والتوزيع العادل للثروات والتنمية في عموم البلاد، وبين المركزية في الشؤون السياسية الخارجية والدفاع والاقتصاد”.
واعتبرت مذكرة التفاهم أن “الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا، ضرورة موضوعية وحاجة مجتمعية متعلقة بظروف البلد، وحاجات المنطقة التي أنتجتها الأزمة”.
ويعتبر “مسد” الذراع السياسية لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي شُكّلت في تشرين الأول 2015، وهي الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية” المعلنة شمال شرقي سوريا، وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، ومدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.
في حين يعتبر حزب “الإرادة” أحد أطراف “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير” التي شُكلت في دمشق في 2011، ويرأسه قدري جميل رئيس “منصة موسكو”، المنضوية ضمن “هيئة التفاوض العليا” السورية، وتُتهم المنصة بتنفيذها أجندات روسيا تحت اسم المعارضة، وعرقلت أكثر من مرة جهود “هيئة التفاوض”، إذ ترفض الحديث عن مصير رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
من جهتها، أعربت تركيا عن قلقها من الاتفاقية، ومن استقبال مسؤولين روس رفيعي المستوى وفد “مسد” في موسكو.
واعتبرت الخارجية في بيان لها أن البيانات المشتركة الصادرة عن مسار “أستانة” مع روسيا وإيران، تعهدت بمكافحة جميع أشكال الإرهاب والتصدي للأجندات الانفصالية التي تهدد وحدة الأراضي السورية.
كما ذكّرت الخارجية التركية ببيان الضامنين في مسار “أستانة” باجتماعهم الأخير، الذي عُقد في جنيف الأسبوع الماضي، “باعتراضهم المشترك ضد الأجندات الانفصالية للكيانات غير الشرعية”.
وتوقعت تركيا من موسكو أن تتصرف وفقًا لاتفاقات “أستانة” والالتزامات التي تم التعهد بها في اجتماعات المسار، وتجنب الخطوات التي تخدم أجندة التشكيلات التابعة لتنظيم “وحدات حماية الشعب” (YPG) التي تصنفه تركيا “تنظيمًا إرهابيًا”.
ومن المتوقع أن يعرب نائب وزير الخارجية التركي، سداد أونال، خلال زيارته إلى موسكو، اليوم، عن قلق أنقرة من الخطوة الروسية.
–