قالت صحيفة الشرق الأوسط، الأربعاء 12 آب، إن المنطقة الآمنة شمال سوريا ستكون جاهزة خلال 3 أشهر و”عاصمتها” مدينة أعزاز شمال حلب.
ورغم النفي الأميركي لاتفاقٍ مع تركيا في هذا الشأن، إلا أن الصحيفة أكدت أن الأتراك ماضون بتهيئة الفرص لإقامة هذه المنطقة التي يسمونها “منطقة من دون مخاطر”، ويعملون على تأسيسها بغض النظر عما أسمته “الاختلاف اللفظي” مع الولايات المتحدة.
ألف مقاتل يتدربّون خارج برنامج أمريكا
وكيل وزير الخارجية التركية، فريدون سيريليو أوغلو، أكد للصحيفة أن المنطقة “ستقوم في وقت غير بعيد وأن عاصمتها ستكون مدينة أعزاز الحدودية”.
سيريليو أوغلو الذي أعلن عن الاتفاق مع الأميركيين حول المنطقة هو من يقود المفاوضات معهم ويتابع أدق تفاصيلها، وأشار إلى أن المنطقة ستكون بطول 98 كيلومترًا وعمق 45 كيلومترًا، وسيشرف “الجيش الحر” على حمايتها.
واعتبر وكيل الخارجية أن المنطقة الآمنة “قرار استراتيجي تركي” وأن تنفيذه بدأ فعليًا، متحدثًا عن وجود نحو ألف مقاتل يتدربون حاليًا خارج إطار برنامج التدريب الأميركي ويدينون بالولاء للحكومة السورية المؤقتة وللائتلاف السوري سيكونون نواة حماية المنطقة العازلة.
وستشرف كل من تركيا وقوات التحالف الدولي على تأمين غطاء مدفعي وجوي من تركيا، بحسب الصحيفة التي أشارت أن الحكومة السورية المؤقتة أبلغت المسؤولين الأتراك أنها تفضل مدينة أعزاز للانتقال إليها في المرحلة الأولى وممارسة أعمالها، على أن ينظر في الموقع في وقت لاحق وفقا لتطورات الأمور.
الحكومة المؤقتة لإدارة المنطقة
مصادر سورية معارضة، لم تكشف الصحيفة عن هويتها، أوضحت أن اجتماعات عمل عديدة عقدت بين المعارضة السورية ومسؤولين الأتراك محورها المنطقة الآمنة وضرورة قيام منطقة تجارة حرة فيها، مؤكدة أنها اجتمعت مع الأمريكين والأتراك أمس الأربعاء، لبحث آليات إدارة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وسبل توفير الدعم لها.
المعارضة السورية اقترحت قيام منطقة عازلة تمتد بنحو 180 كيلومترًا وبعمق 50 كيلومترًا، كما ذكرت الصحيفة، إلا أن الجانب التركي أوضح أن هذه الأرقام قد لا تكون مناسبة، مشيرًا إلى أن العمق سيتراوح بين 40 و60 كيلومترًا وفقا للحاجة، مؤكدًا على ضرورة انتقال الحكومة المؤقتة إلى الداخل السوري في أقرب وقت ممكن، متعهدًا بتأمين الحماية والإجراءات اللوجستية اللازمة.
وأكد رئيس الحكومة، أحمد طعمة، في حديثه للصحيفة، التوصل إلى توافق مع الأتراك حول حدود المنطقة الآمنة، “طُلب منا أن نجهز ملفاتنا خلال الأشهر الـ3 الماضية”، مردفًا أن الحكومة اقترحت على الأتراك إنشاء منطقتين أخرتين في سد تشرين قرب نهر الفرات وفي الشيخ نجار، إلا أنها لم تتلق جوابًا نهائيًا حول هذا الطرح.
طعمة قال إن المنطقة قد لا تكون آمنة 100% لكنها ستكون أقل خطورة من المناطق الأخرى، مضيفًا “لا شك أنه لن يُسمح للنظام بأن يستبيحها ذهابًا وإيابًا كما يفعل حاليًا إلا أن المخاطر لا شك تبقى موجودة”.
تأتي هذه التفاصيل بعد أيام من إفتاء المجلس الإسلامي السوري بجواز التعاون والتنسيق مع الحكومة التركية في القضاء على المعادين للثورة السورية، ولا سيما تنظيم “داعش”، أعقبه تأييد حركة أحرار الشام الإسلامية لمشروع إنشاء المنطقة، بدعم تركي وتنسيق ميداني وسياسي بين الفصائل الثورية الأمر الذي اعتبرته “حيويًا” لتحسين الوضع الإنساني للمواطنين في الشمال السوري ولعودة دفعات كبيرة من النازحين والمهجرين.