حذرت “لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا” (إسكوا) من أن نصف سكان لبنان معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي بحلول نهاية العام الحالي.
وأظهر تقرير للجنة نشرته، الأحد 30 من آب، أن نصف السكان في لبنان قد يتعذر عليهم الحصول على احتياجاتهم الغذائية الأساسية، خلال الأشهر المقبلة، في إعقاب الانفجار الضخم لمرفأ بيروت يوم 4 من الشهر الحالي.
وتناول التقرير التداعيات الاقتصادية لانفجار مرفأ بيروت، وتأثيره على انهيار العملية المحلية للبلاد، وكذلك وضع انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
الأمينة التنفيذية للجنة، رولا دشتي، أوصت الحكومة اللبنانية، باتخاذ إجراءات فورية لتلافي الوقوع في أزمة غذائية، تتجلى بإعطاء الأولوية لإعادة بناء صوامع الحبوب في مرفأ بيروت باعتبارها أساسية للأمن الغذائي الوطني.
كما دعت الحكومة إلى المراقبة الشديدة لأسعار الأغذية، وتحديد سقف لأسعار الأساسية منها، وتشجيع البيع مباشرة من المنتج إلى المستهلك.
وحثت دشتي المجتمع الدولي على إعطاء الأولوية لبرامج الأمن الغذائي التي تستهدف اللاجئين والمجتمعات المضيفة، للحد من ارتفاع مستويات التعرض للخطر ضمن هاتين الفئتين، والتخفيف من التوترات الاجتماعية المحتملة.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن عن إرسال 50 ألف طن من القمح إلى بيروت، لمواجهة ما ترتب من تداعيات غذائية لانفجار مرفئها، بحسب موقع الأمم المتحدة.
وأصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في 11 من آب الحالي، تقريرًا جاء فيه أن برنامج الأغذية العالمي سيرسل مايقارب 50 ألف طنًا من القمح إلى بيروت.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، إن الضرر كبير جدًا.
وأوضح أنه في غضون أسبوعين، سيكون لدى برنامج الأغذية العالمي 17.5 ألف طن من دقيق القمح، لتوفير الخبز للمواطنين لمدة 20 يوما تقريبًا، وسيجلب بعدها إمدادًا يكفي لمدة 30 يومًا بحوالي 30 ألف طن، ثم 100 ألف طن أخرى خلال الـ60 يومًا اللاحقة.
وأكد ديفيد بيزلي ضرورة تشغيل الميناء المدمر في أقرب وقت ممكن، حيث يعتمد لبنان في استيراد 85% من مواده الغذائية على هذا المرفأ.
في سياق متصل كشف تقرير لـ”رويترز“، في 7 من آب الحالي، أن الحكومة اللبنانية ليس لديها مخزون استراتيجي من الحبوب.
وأوضح أن انفجار مرفأ بيروت دمر كل المخزونات الخاصة في صومعة الحبوب الرئيسية الوحيدة في البلاد.
ويتوقع برنامج الغذاء العالمي حدوث ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية في لبنان، فمن قبل الانفجار كان هنالك مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر، و45% في طريقهم إلى الفقر، وفقًا للبنك الدولي.
وحصل الانفجار، في 4 من آب الحالي، عقب حريق اندلع بمستودع فيه حوالي 2750 طنًا من “نترات الأمونيوم” التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة و”دون أيّ تدابير وقائية”.
وأسفر الانفجار عن مقتل 158 شخصًا على الأقل، وإصابة الآلاف، بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية، فضلًا عن تشريد آلاف آخرين.