شهدت مؤخرًا جزيرة كوس اليونانية، التي تعتبر أولى وأبرز محطات اللجوء غير الشرعي نحو أوروبا، ازدحامًا شديدًا أدى إلى اضطرابات أمنية تحولت إلى مواجهات بين السلطات الأمنية والمهاجرين.
وتقع جزيرة كوس في البحر الأبيض المتوسط، وتبعد مسافة 25 كيلومترًا عن شواطئ مدينة بودروم التركية، ما جعلها الوجهة المفضلة لطالبي اللجوء غير الشرعي نحو أوروبا، ولا سيما السوريين الهاربين من الحرب المندلع في بلادهم.
وشهدت الجزيرة قبل يومين مواجهات بين عشرات المهاجرين والشرطة اليونانية، استمرت حتى الأربعاء 12 آب، بدأت مع دخول المهاجرين إلى مركز شرطة للقيام بإجراءات التسجيل الإدارية، وكان عناصر الشرطة ينوون إتمام الإجراءات في ملعب رياضي أصبح مركزًا مؤقتًا للمهاجرين، بحسب ما أفادت وكالة آنا اليونانية.
ونقلت الوكالة عن عمدة المدينة غيورغوس كيريتسيس، أنه تم إيقاف أحد عناصر شرطة كوس عن ممارسة مهامه لأنه صفع مهاجرًا، الاثنين 10 آب، متخوفًا من تفاقم الوضع الأمني في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة.
وقال محمد، وهو أحد السوريين المتواجدين على الجزيرة، إن الشرطة اليونانية تتعامل معهم بطريقة “لاأخلاقية”، مؤكدًا تعرض المهاجرين، وأغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان وبنغلادش، إلى الضرب بالهراوات والقنابل الغازية، إضافة إلى شتائم قاسية وجهت لهم.
وأوضح محمد، في حديث إلى عنب بلدي، أن السلطات استأنفت اليوم التسجيلات الإدارية، بغية نقل المهاجرين إلى اليونان ومنها نحو أوروبا، وذلك في ملعب كرة القدم، مردفًا “بقيت أسبوعًا كاملًا على شاطئ الجزيرة خلال موجة الحر التي تضرب المنطقة”.
وتشير السلطات اليونانية إلى وجود نحو 7000 مهاجر في الجزيرة السياحية، معظمهم أتى من تركيا عبر قوارب صغيرة (بلم)، في هجرة غير شرعية تنشط في فصل الصيف.