طلاب الثانوية في الباب.. تخطوا صعوبات الشهادة إلى طريق جديد
بعد نحو عشر سنوات عن الانقطاع عن الدراسة، لم تمنعه ضغوط الحياة من إكمال دراسته والحصول على الشهادة الثانوية بمعدل يقارب 70%، محتلًا في مراكز متقدمة بين أقرانه.
عبد المعين عنتر، ابن مدينة حمص، قال لعنب بلدي إنه انقطع عن دراسته مع بداية الثورة السورية في آذار 2011 نتيجة انخراطه في “العمل الثوري” منذ بداياته.
وصل عبد المعين إلى مدينة الباب شمال غربي سوريا بعد نزوح وتنقل متكرر، ووجد مجالًا لمتابعة دراسته رغم مشاغل الحياة المحيطة به، فهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
ويتوجب عليه العمل ليجني قوت يومه، إضافة إلى متابعة الواجبات المنزلية، في ظل الغلاء الذي تشهده سوريا المعارضة وقلة فرص العمل.
عبد المعين كان واحدًا من بين 258 طالبًا نجحوا في امتحانات الثانوية العامة الفرع الأدبي في مدينة الباب من أصل 294 طالبًا، فيما بلغ عدد الطلاب الناجحين في الفرع العلمي 205 من أصل 229 طالبًا، وكان إجمالي عدد الطلاب في الثانوية العامة 593 طالبًا.
وبلغت نسبة النجاح في الفرع العلمي 89.51%، وفي الفرع الأدبي 87.75%، حسبما تحدث به مدير التربية في الباب، جمعة كزكاز، لعنب بلدي.
كما بلغت نسبة النجاح في مدينة بزاعة شرقي الباب للفرع العلمي 66.66% والأدبي 74.54%، حسب المجلس المحلي لدينة بزاعة.
وقال كزكاز، لعنب بلدي، إن نسبة النجاح في العام الحالي أفضل مقارنة بالعام الماضي، وأفضل مقارنة مع مناطق جرابلس وقباسين وبزاعة بريف حلب.
وصدرت نتائج الثانوية العامة في مناطق ريف حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، الاثنين الماضي 24 آب الحالي.
صعوبات واجهت الطلاب خلال العام الحالي
لم يمر العام الدراسي الحالي بسهولة على الطلاب، إذ واجهتهم العديد من الصعوبات أهمها جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) التي أوقفت العملية التدريسية، ولم يكتمل إعطاء كامل المنهج التعليمي.
ويعاني الطلاب من تخبط في قرارات العملية التعليمية، وضبابية حيال الاعتراف بشهاداتهم، وضآلة المحفزات على التعليم في المنطقة.
وهذا العام لم يقرر منهاج اللغة التركية بشكل واضح، إضافة إلى عدم إصدار قرار رسمي بالمطلوبات في الامتحان، حسبما تحدث به الطالب مصطفى زهرة لعنب بلدي.
وحصل مصطفى زهرة، المهجر من الغوطة الشرقية، على أعلى معدل نجاح في الفرع العلمي بمدينة الباب بمعدل 90.13%.
تجاوز امتحان الشهادة الثانوية بداية طريق جديد لكل الطلاب، ويفاضل بعده الطلاب في الجامعات ليحددوا الفروع المتاحة لهم.
والخطوة التالية لمصطفى، الذي لم ينل علامة جيدة في امتحان “يوس”، بسبب عدم وجود وقت كافي لدراسته مع البكلوريا ماتزال مجهولة.
يعد امتحان “يوس” بمثابة تعديل للشهادة الثانوية العامة غير التركية، على غرار فحص “قبول الجامعة” الذي يخضع له الطلاب الأتراك في الثانويات العامة.
وتتعلق بقرار بقائه في سوريا أو الانتقال لبلد آخر، أو صدور المفاضلات ليعرف أفرع الجامعات المتاحة والمعترف عليها، الوارد المالي بالنبسة للجامعات المأجورة.
وهو ما يجده عبد المعين وباقي الطلاب في مناطق سيطرة المعارضة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :