عنب بلدي – عاصم ملحم
بأجر بسيط من عمله في المدجنة، يؤمّن عبد الله الخضر، أحد سكان مدينة الباب، قوت عائلته المكونة من سبعة أفراد، لكن بعد خسارة صاحب المدجنة أحمد الجبلي، 11 ألف دجاجة، وتراكم ديون عليه بـقيمة 30 ألف دولار، عاد عبد الله ليبحث عن عمل جديد.
أغلق قسم كبير من أصحاب المداجن في مدينة الباب بريف حلب الشمالي مداجنهم بعد الخسائر التي لحقت بسوق الدجاج والبيض.
“لا أجد طلبًا على منتجي في الأسواق المحلية تزامنًا مع انخفاض قيمة الليرة السورية، ولا معابر تمكنني من تصريف بضاعتي، لذلك اضطررت لتفريغ مدجنتي وبيع ما فيها من دجاج، تفاديًا لتكديس البيض”، وفقًا لما قاله أحمد الجلبي لعنب بلدي.
عجز أحمد عن تأمين الأعلاف للمدجنة، إذ يشتريها بالدولار، ويبيع إنتاجه من البيض بالليرة السورية.
وكان متوسط الإنتاج عند صاحب المدجنة 550 صحن بيض، الصحن فيه 30 بيضة، أما بعد خساراته فوصل إنتاجه إلى 240 صحن بيض.
وبحسب ما ذكره، فإن تكلفة صحن البيض دولار وربع الدولار، في حين وصل مبيعه إلى 40 سنتًا.
وسجل سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية سعرًا وسطيًا هو 2120 للشراء و2160 للمبيع، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.
لا قوانين تحمي المداجن
تعتبر الدواجن عصبًا رئيسًا في اقتصاد منطقة الباب، إلا أنه لا توجد قوانين تنصف مُربي الدواجن ولا اهتمام من المسؤولين من مجلس محلي أو مديريات زراعة بحال المداجن ومراقبة أرباحها وخسائرها، حسب حديث مربي الدجاج مصطفى أبو الخير.
ووفقًا لصاحب المدجنة أحمد الجبلي، تنحصر مطالب أصحاب المداجن بوجود لجنة اقتصادية في المدينة على علاقة بالمعابر التجارية، تراقب ما يحتاج إليه السوق وما يفيض عنه لتتصرف وفق مبدأ العرض والطلب.
وللاستفسار عن القوانين السارية لحماية المداجن، تواصلت عنب بلدي مع مدير دائرة الثروة الحيوانية في مجلس الباب المحلي، محمود عقيل، ولفت إلى عدم وجود أي دعم لقطاع الدواجن.
رقابة غائبة
يُحدد سعر البيض والدجاج بحسب نسبة الطلب، وحالة معبر “باب السلامة” إن كان مغلقًا أم مفتوحًا، فعند إغلاق المعبر تقلّ نسبة الطلب، ويحصل فائض في الإنتاج، وينخفض سعر البيض والدجاج، ما يؤدي إلى خسائر “مدمرة” للمداجن، بحسب المربي مصطفى.
وأضاف مصطفى أن المسؤول عن الخسارة ليس شخصًا بعينه، بل مجموعة ظروف تمرّ فيها المنطقة، بالإضافة إلى غياب تام للجهة المسؤولة عن دعم ومراقبة المداجن وتجارتها.
وبرأي صاحب المدجنة أحمد الجبلي، تقع المسؤولية على المجلس المحلي “الذي وضع نفسه في مكان المسؤولية”، بالإضافة إلى المعابر ومديريها، في ضبط استيراد وتصدير البضاعة.
ارتفاع التكاليف سبب أساسي
مدير دائرة الثروة الحيوانية في مجلس الباب، محمود عقيل، قال لعنب بلدي، إن “الخسائر الكبيرة سببها ارتفاع التكاليف بالدولار بينما البيع بالعملة السورية، إضافة إلى غياب سلطة المديرية في المعابر، فلا يُعلم ما الصادر وما الوارد”.
وأضاف عقيل أن تسعيرة البيض تجري في “بازار” محلي يوم السبت، وتتأثر بالعرض والطلب، أما تسعيرة الدجاج فيضعها شخص واحد دون مشاورة أو الرجوع إلى أحد.
“قطاع الدواجن كبير، ويحتاج إلى رأس مال ضخم”، وضمن الإمكانيات المتاحة لدى المجلس المحلي لا توجد خطط لمساعدة القطاع وإنقاذه، حسبما قال عقيل.
وكان معبر “باب الهوى”، على الحدود بين إدلب وتركيا، منع استيراد البيض من تركيا لتحقيق منافسة عادلة في السوق المحلي وتشجيع المربين، بينما يبقى مربو الدجاج في ريف حلب ينتظرون تدخلًا من المعابر أو الهيئات التي تدير المنطقة، أو البحث فعليًا عن موارد أخرى يعوضون فيها خساراتهم.