بتكلفة تشغيلية لخمس سنوات..
مستشفى جامعي في إدلب.. نافذة لطلاب الطب إلى الممارسة العملية
عنب بلدي – علي درويش
يبدأ طلاب كلية الطب البشري مع وصولهم إلى السنة الرابعة بالدخول تدريجيًا فيما يسمى مرحلة التدريب العملي (الستاجات)، ويحتاج ذلك إلى مستشفيات متخصصة لتدريبهم، إلا أن مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا تفتقر لمستشفى جامعي.
أعلن معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، في 20 من آب الحالي، عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك“، عن اتفاقية بين جامعة “إدلب” وإدارة المعبر لتأهيل وتشغيل مستشفى “إدلب الجامعي” (مستشفى ابن سينا).
ويجري تدريب الطلاب حاليًا بشكل فردي وبتنسيق ضعيف مع المستشفيات الخدمية الموجودة في مناطق المعارضة، حسبما تحدث به الطالب في كلية الطب البشري بجامعة “إدلب” علاء الحسن، لعنب بلدي.
الطالب قال إن هذا التدريب غير كافٍ، لأنه يجري في مراكز طبية خدمية، وليست مراكز تعلمية أكاديمية، ومن هنا تأتي أهمية البدء بمشروع مستشفى جامعي.
وسبقت الإعلان عن تأهيل المستشفى مطالب من قبل الطلاب لإيجاد مراكز متخصصة لتدريبهم، أو إفساح مجال أكبر لهم في المستشفيات للتدريب.
إذ نفذ عدد من طلاب كلية الطب بجامعة “إدلب”، منتصف حزيران الماضي، وقفة احتجاجية أمام مديرية الصحة طالبوا بتدريبهم ضمن المستشفيات.
أول مستشفى جامعي.. ما أهميته
بدأت أعمال تأهيل المستشفى في حزيران الماضي، وسيستقبل المرضى في بداية العام الدراسي المقبل، حسبما تحدث به رئيس جامعة “إدلب”، الدكتور أحمد أبو حجر، لعنب بلدي.
وسيكون المستشفى تعليميًا أكاديميًا، يعمل على رفع سوية طلاب الطب في المرحلة الدراسية السريرية، ومرحلة “الستاجات العملية” في السنة الرابعة والخامسة والسادسة.
بعدها سيستقبل الطلاب الخريجين من كلية الطب البشري في جامعة “إدلب”، ويتابع التخصصات الدقيقة، بحيث يخدم المستشفى الحالات التي تحول له، والتي تحتاج إلى متابعة ودراسة أكاديمية من بقية المستشفيات الخدمية في المنطقة، بحسب “أبو حجر”.
ويجمع المستشفى مختلف الاختصاصات، بما فيها الجراحية والداخلية والنسائية والأطفال والتشخيص الشعاعي، وهذا ما لم يكن موجودًا في أي من المراكز الحالية.
وبالنسبة للطالب علاء حسن، فأهمية المستشفى تكمن بأنه سيجمع الطلاب مع أساتذتهم في مكان واحد، هدفه الأول النهوض بالجانب التطبيقي السريري لطلاب الطب بالتوازي مع الجانب النظري.
كما أنه خطوة إيجابية في طريق الاعتماد الأكاديمي بالداخل والخارج، بحسب علاء.
ويضم المستشفى ستة اختصاصات طبية، هي الجراحة العامة والجراحة العظمية والداخلية العامة والقلبية والأطفال والنسائية.
ولا يهتم المستشفى الجامعي، حسب رئيس جامعة “إدلب”، أحمد أبو حجر، بعدد المستفيدين من المشروع، لأنه يهتم بنوع الحالات المرضية التي سيستقبلها المستشفى وكيفية خروجها منه.
مرحلتان لإنجاز المشروع
يقسم مشروع التأهيل إلى مرحلتين، الأولى تأهيل البنية التحتية، والثانية تأمين بقية مستلزمات المستشفى من أجهزة ومعدات طبية.
والمرحلة الأولى تتكون من جزأين، الأول شارف على الانتهاء وذلك بتأهيل الطابق الأول من البناء، والثاني سيكون جاهزًا قبل نهاية العام الدراسي من حيث البنية التحتية.
وإلى الآن، جُهزت أربع غرف عيادات، و15 سرير عناية مشددة، وست غرف عمليات جراحية، حسب حديث مدير المستشفى، أحمد الجرك، في فيديو تعريفي عن المشروع نشره المعبر.
ما دور معبر “باب الهوى”؟
مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر “باب الهوى”، مازن علوش، أوضح لعنب بلدي، أن التكلفة التقديرية للمستشفى مفتوحة وغير محددة، والمعبر متكفل بالتكلفة التشغيلية وبرواتب كوادر المستشفى لمدة خمس سنوات (وهي فترة العقد).
وتقدر التكلفة الشهرية للمشروع بنحو 70 ألف دولار، والتأسيسية (التأهيلية) بنحو 100 ألف دولار.
ومنذ 2015، اجتمعت إدارتا المعبر والجامعة في عدة جلسات، وكان لدى إدارة الجامعة عدة طلبات لدعمها، خاصة الكليات الطبية التي كانت تعاني نقصًا في عدة جوانب.
“ساعدناهم على ترميم بعض المباني، وأنشأنا مختبرات علمية سواء لكلية الطب أو الهندسات”، ومع كل مرور للجامعة بضائقة مادية كانت إدارة المعبر توجه دعمًا للجامعة، كي تتخطى الظروف بين الفترة والأخرى في إطار التعاون معها، حسب علوش.
وركز المعبر في دعمه للجامعة، عام 2019، على دفع الأقساط الجامعية للطلاب غير القادرين على دفعها.
ولا تدعم أي جهة جامعة “إدلب”، بل تعتمد على أقساط تسجيل الطلاب، حسب رئيس الجامعة، أحمد أبو حجر.
إلحاق المستشفى بمباني الجامعة
حتى نهاية 2019، كان مستشفى “ابن سينا” يضم معهد القبالة المدعوم من قبل “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز).
لكن المستشفى أُلحق ضمن المباني التابعة للجامعة، في كانون الثاني الماضي، على أن يحوّل لاحقًا إلى مستشفى جامعي، وانتقل “طابو” المستشفى من الصحة إلى التعليم، حسب تصريح سابق لمدير صحة إدلب، منذر خليل.
وتبلغ مساحة مستشفى “ابن سينا” 40 ألف متر مربع، وتعادل مساحة كل مستشفيات إدلب مجتمعة.
والطابق الأول، الذي شارف تأهيله على الانتهاء، مساحته ثلاثة آلاف متر مربع، أي ثلاثة أضعاف مستشفى “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.
ويدرس في جامعة “إدلب الحرة”، التي أُسست في عام 2015، حوالي 15 ألف طالب وطالبة للعام الدراسي الحالي، بينما يبلغ عدد الكادر التدريسي بين حملة الماجستير والدكتوراه نحو 250 شخصًا، والكادر الإداري نحو 170 عاملًا، بحسب الموقع الرسمي للجامعة.
أسهم في بناء هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب يوسف غريبي
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :