رياض سيف في محاكمة “كوبلنز”: منذ 1963 لا أحد يفعل أي شيء ما لم يأمر به الأسد
تستمر مجريات محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب داخل قاعة محكمة “كوبلنز العليا” جنوب غربي ألمانيا، إذ استئنفت الجلسات الخاصة بسماع الشهود في القضية الذين عايشوا التعذيب داخل فرع “الخطيب” الأمني في العاصمة السورية دمشق التابع للمخابرات السورية.
وفي يومي 26 و27 من آب، استمع القضاة والمدعون العامون والمحامون والجمهور إلى شهادة المعارض السوري رياض سيف، الذي كان الشاهد الوحيد الذي استدعي خلال هذين اليومين من المحاكمة، بحسب نص بيان “المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان”.
وعبر تقنية “الفيديو”، سمحت المحكمة بإدلاء سيف بشهادته بسبب مرضه الذي منعه من الحضور إلى قاعة المحكمة.
وبدأ سيف (73 عامًا) شهادته بتقرير مفصل عن خلفيته الشخصية ومسيرته المهنية كصانع نسيج، وأخيرًا حياته كسياسي مناهض لحكم النظام السوري، موضحًا سياق التطورات السياسية والاقتصادية في سوريا، مؤكدًا أن “كل ما مررنا به في سوريا منذ عام 1963 يتبع أوامر عليا، لا أحد يفعل أي شيء ما لم يأمر به الأسد، فمهما حدث فهو تحت قيادة الأسد”.
وفي عام 1994، انتخب سيف نائبًا في مجلس الشعب السوري، وأصبح بارزًا لانتقاداته لسياسات الحكومة الاقتصادية والمالية، وهذا جعله في النهاية معارضًا بارزًا للنظام في سوريا، كما أعيد انتخاب سيف للبرلمان في عام 1998.
اقرأ المزيد: تسجيلات رامي مخلوف تنبش فضيحة صفقة الخليوي المغيبة في سوريا
وقال سيف للمحكمة إن العواقب لم تكن فقط مهاجمة واضطهادًا له، ولكن أيضًا “اختفاء” ابنه في عام 1996.
وعندما جاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى السلطة بعد وفاة والده حافظ الأسد، كان يأمل سيف في إصلاحات سياسية واقتصادية، كواحد من المبادرين لـ”ربيع دمشق” في 2001.
اقرأ المزيد: “الـ 99″ و”الألف”.. دعوتان للإصلاح أجهضهما الأسد قبل 19 عامًا
وحينها قام سيف بتنظيم لقاءات ومحاضرات وتجمعات مع مئات المشاركين، وأدى ذلك إلى اعتقاله لأول مرة في أيلول 2001، وإدانته لمدة خمس سنوات بتهمة “الاعتداء على سلطة الدولة”، وفي ذلك الوقت، كانت ظروف اعتقاله أقل قسوة بكثير مما عاشه خلال فترات سجن واستجواب لاحقة في 2006 و2008 إلى 2010 و2011.
ويعرف سيف فرع “الخطيب” جيدًا، بحسب شهادته أمام المحكمة، فقد شهد أنه تم اعتقاله واستجوابه عدة مرات، وفي شباط 2006، أُجبر مرة على انتظار استجوابه لعدة ساعات في الخارج في البرد القارس، بحسب تعبيره.
ورأى أدوات التعذيب من الهراوات والقضبان الحديدية والسياط، لكنه لم يتعرض للتعذيب بشكل خاص، وشدد سيف على أن الأوضاع في سجن “عدرا” من كانون الثاني 2008 إلى تموز 2010 كانت أسوأ بكثير مما شهده في فرع “الخطيب” الأمني في دمشق، حيث وُضع في زنزانة مع مجرمين مدانين وكانت الظروف وطرق الاستجواب غير إنسانية.
وبالرغم من ذلك، لم يتردد في المشاركة في الاحتجاجات السلمية المناهضة لحكم النظام السوري في آذار 2011، وشهد سيف أمام المحكمة أن قوات الأمن حينها، ولا سيما المخابرات، تصرفت بوحشية متزايدة في تشرين الأول من العام نفسه.
وفي حزيران 2012 قرر سيف مغادرة سوريا ليعيش الآن في العاصمة الألمانية برلين.
وفي ألمانيا، طلب صهر سيف تأمين الدعم لضباط في المخابرات السورية يرغبون بالانشقاق، ليسمع باسم الضابط المتهم أنور رسلان لأول مرة في آب عام 2013.
وأوضح سيف أنه دعي في وزارة الخارجية الألمانية إلى دعم عدد من المنشقين عن النظام السوري، كما أعرب عن أمله في الحصول على بعض المعلومات حول مصير معارضي النظام المعتقلين داخل مراكز الاعتقال، بما أن رسلان كان ضابطًا رفيع المستوى في جهاز المخابرات العامة، وشهد سيف “لكن لم يأت شيء من أنور رسلان، ولا كلمة أو معلومة”.
وقال سيف للمحكمة إنه لا يعرف ما إذا كان رسلان على اتصال بالمعارضة السورية عندما كان رئيس وحدة التحقيق في فرع “الخطيب” الأمني.
وردًا على أسئلة القاضي ومحامي الدفاع عن رسلان، كرر سيف عبارة “لا أعرف الرجل شخصيًا، لا أستطيع أن أقول إنه كان مقربًا من المعارضة في سوريا ولا أستطيع أيضًا أن أؤكد أنه ساعد السجناء”.
وستتواصل جلسات الاستماع إلى الشهود في 2 من أيلول المقبل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :