دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية السلطات المسيطرة في مناطق شمالي سوريا إلى إعطاء الأولوية للعثور على المخطوفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد ما يزيد على عام من هزيمته.
وفي تقرير لها أصدرته، الجمعة 28 من آب، اتهمت المنظمة السلطات المحلية في الشمال السوري بعدم إحراز أي تقدم في جهود العثور على آلاف المختطفين لدى التنظيم.
وقالت باحثة سوريا في المنظمة، سارة كيالي، “على السلطات المحلية في المناطق السورية التي كانت تحت سيطرة داعش أن تجعل مخطوفي داعش أولوية”.
وأضافت، “مع هزيمة داعش ووجود العديد من المشتبه بهم في الاحتجاز، أصبحت السلطات قادرة على الوصول إلى المنطقة والمعلومات التي تحتاج إليها. ما يلزم الآن هو الإرادة السياسية للعثور على إجابات”.
وأشار التقرير إلى استهداف تنظيم “الدولة”، خلال فترة سيطرته على مناطق سورية، أشخاصًا قاوموا حكمه، أو اعتبرهم عقبة أمام تمدده، إضافة إلى التخلص من معارضين بارزين، ما أسهم في نشر الخوف والرعب في صفوف من يفكرون بمقاومته.
كما لفت التقرير إلى أن أيًا من السلطات المسيطرة في سوريا لم تقدم جهودًا في سبيل الكشف عن المفقودين، والرد على مناشدات عائلاتهم لمعرفة ما حدث لهم، مؤكدًا أنه ما من شريحة من السوريين سلمت من الانتهاكات.
وأشادت المنظمة بإعلان “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، في 7 من نيسان الماضي، عن تشكيل مجموعة عمل لمعالجة قضية المخطوفين لدى تنظيم “الدولة”، واصفة إياها بالخطوة الإيجابية، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنها لم تتخذ أي إجراءات إضافية لإعطاء الأولوية لاكتشاف ما حدث للمختطفين، حسب آخر ما سُمع عنهم.
واستعرض التقرير أسماء عدد من المخطوفين لدى تنظيم “الدولة”، ولا توجد معلومات عنهم، ومنهم الأب باولو، وعبد الله خليل، ومحمد نور مطر، وعدنان وإدريس كاشف.
وكانت “هيومن رايتس ووتش” دعت في تقرير سابق نشرته في شباط الماضي، السلطات المحلية في سوريا إلى تخصيص موارد بهدف البحث عن المخطوفين، تشمل إنشاء نظام مركزي للتواصل مع عائلاتهم، ونبش القبور الجماعية، والوصول إلى معلومات استخباراتية عن عناصر التنظيم المشتبه بهم والذين قد يقدمون أدلة.
ويُتهم التنظيم باختطاف الأب باولو وأربعة رجال دين مسيحيين آخرين، بينهم مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي، دون اعتراف رسمي من التنظيم، كما لم تصدر أي فيديوهات موثقة تثبت وجودهم على قيد الحياة حتى اليوم.
ورصدت الولايات المتحدة الأمريكية مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار أمريكي للحصول على معلومات عن رجال الدين الخمسة.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أعلنت السيطرة النهائية على مناطق شرق الفرات وإنهاء نفوذ تنظيم “الدولة” في المنطقة، بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وتم القضاء على آخر معاقل التنظيم، في 23 من آذار 2019، عندما تمكنت “قسد” من السيطرة على آخر جيب كان يتحصن فيه مقاتلو التنظيم في بلدة الباغوز بريف دير الزور.
وبدأ “التحالف الدولي”، بقيادة الولايات المتحدة، عملياته ضد تنظيم “الدولة” في سوريا، عام 2014، وحينها كان يسيطر التنظيم على مساحات واسعة خاصة شمال شرقي البلاد، بالإضافة إلى شن هجمات صُنفت “إرهابية” خارج الحدود السورية.
–