قضت محكمة نيوزيلندية بالسجن مدى الحياة دون عفو مشروط على منفذ الهجوم الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش عام 2019، وأسفر عن مقتل 51 شخصًا، في جريمة صُنفت بأنها الأكثر دموية في تاريخ البلاد.
وفي ساعة مبكرة من اليوم، الخميس 27 من آب، أصدرت محكمة نيوزيلندية حكمها المشدد على برينتون تارانت، البالغ من العمر 29 عامًا، والذي اعترف بـ51 تهمة قتل، و40 تهمة شروع في القتل، وتهمة ارتكاب عمل إرهابي خلال إطلاق النار على مسجدين بمدينة كرايست تشيرش، عام 2019.
قاضي المحكمة العليا، كاميرون ماندر، اعتبر أن الحكم بمدة محددة لن يكون كافيًا لمعاقبة تارانت، واصفًا إياه بـ”الشرير” و”اللاإنساني”.
وعند إصدار الحكم خاطبه القاضي، “جرائمك تنضح بشر هائل لدرجة أنه حتى لو تم احتجازك حتى وفاتك فلن تستنفد متطلبات العقوبة والإدانة”.
وأضاف، “أنت، بحسب تقديري، خالٍ من أي تعاطف مع ضحاياك”.
وانطلقت جلسات النطق بالحكم الاثنين الماضي، وتم خلالها الاستماع إلى 66 ناجيًا من الهجوم.
وكان تارانت، الذي يحمل الجنسية الأسترالية، أقر، في 26 من آذار الماضي، بجميع التهم الموجهة إليه، ورد عليها بالقول، “نعم، مذنب”، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية“.
وشهدت مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا هجومًا استهدف مسجدين في أثناء صلاة الجمعة، في 15 من آذار 2019، وأسفر عن مقتل 51 شخصًا، وجرح 50 آخرين.
وكان من بين ضحايا الهجوم، اللاجئ السوري خالد مصطفى (44 عامًا)، وابنه حمزة (16 عامًا)، إضافة إلى ضحايا من جنسيات عربية مختلفة.
وبث تارانت تصويرًا مباشرًا حينها، ظهر خلاله لأكثر من دقيقتين وهو يطلق النار داخل مسجد “النور”، وسط كرايست تشيرش في نيوزيلندا.
وكتب القاتل على الأسلحة التي استخدمها في تنفيذ الاعتداء عبارة “أيها اللاجئون، أهلًا بكم في الجحيم”، إضافة إلى عبارات عنصرية هاجم فيها تركيا.
وأصدر منفذ الهجوم بيانًا، قبل أن تعتقله السلطات النيوزيلندية، قال فيه إنه أتى إلى نيوزيلندا خصيصًا لتنفيذ الهجمات، مبررًا اختياره بموقعها النائي الذي “لم ينجُ من الهجرة الجماعية”.
وبحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية في ذلك الوقت، فإن القاتل يؤمن بتفوق العرق الأبيض، ويعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، “رمزًا للهوية البيضاء المتجددة”، حسب وصفها.
–