الرقة.. “فريق الاستجابة” يبدأ العمل في “المقبرة 27”

  • 2020/08/26
  • 6:54 م

فريق الاستجابة الأولية ينتشل الجثث من المقبرة رقم 27 – 26 آب 2020 (مجلس الرقة المدني)

بدأ “فريق الاستجابة الأولية” التابع لـ”مجلس الرقة المدني” العمل على انتشال الجثث من المقبرة “رقم 27” في منطقة الفروسية غربي الرقة.

وقال قائد الفريق، ياسر الخميس، اليوم الأربعاء 26 من آب، إن المؤشرات الأولية تدل على أن المقبرة جماعية، وتحوي على 20 أو 25 جثة، بحسب ما نشره “مجلس الرقة المدني” عبر حسابه في “فيس بوك”.

والملاحظات الأولية للجثث تدل على أنها تعود لنساء أعمارهن بين 20 و30 سنة، قُتلن بإعدامات ميدانية خلال فترة سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ويتزامن ذلك مع انتشال 17 جثة من المقبرة “رقم 26” في قرية الحتاش شمال الرقة، معظمها لرجال تتراوح أعمارهم بين 25 و30 سنة، حسب الخميس.

وبلغ عدد الجثث التي انتشلت من قبل الفريق، منذ 19 من كانون الأول 2018 حتى بداية آب الحالي، ستة آلاف جثة، على أن يبدأ العمل على انتشال جثث مدفونة في مقابر بمناطق خزيمة والصفصافة والكم الروماني والفروسية، حسب حديث سابق لياسر الخميس إلى عنب بلدي.

وتكررت إعلانات “مجلس الرقة المدني” منذ خروج مقاتلي تنظيم “الدولة” حول الكشف عن مقابر جماعية، وخاصة في الساحات العامة والحدائق.

ومع بداية 2018، شكّل المجلس فريق “الاستجابة الأولية”، ومهمته العثور على المقابر الجماعية، ونقل الجثث فيها والتعرف إليها، وبدأ عمله بانتشال الجثث في 19 من كانون الثاني 2018.

وكان تنظيم “الدولة” أعلن، في نيسان 2013، عن سيطرته على مدينة الرقة، وفي أيلول 2014، شُكّل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة تحت راية محاربة التنظيم المصنف “إرهابيًا”.

وفي 2016، شنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) حملة عسكرية، مدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، للسيطرة على الرقة، وتمكنت من استعادة السيطرة على المدينة في تشرين الأول 2017، بالتزامن مع زحف قوات الأسد في ريفها الجنوبي.

جثث قتلى على يد مختلف أطراف الصراع

وقدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عدد القتلى المدنيين خلال معارك الرقة بأكثر من 2323 مدنيًا، بينهم 543 طفلًا، و346 امرأة بالغة، في الفترة بين تشرين الثاني 2016 وتشرين الأول 2017.

كما وثقت في تقرير منشور في كانون الأول 2018، وقوع 99 مجزرة خلال العمليات، واعتقال ما لا يقل عن 1896 شخصًا، بينهم 33 امرأة و28 طفلًا، على يد أطراف النزاع الفاعلة، وهي التحالف الدولي و”قسد” وتنظيم “الدولة”.

ووُجدت المقابر في المنازل والحدائق والمباني المدمرة في أثناء سعي الأهالي لإعادة إعمار مدينتهم تدريجيًا، وانتُشلت حتى 10 من أيلول 2019، 5218 جثة منها من تحت الأنقاض، بحسب ما قاله قائد فريق “الاستجابة الأولية”، ياسر الخميس.

وكان من بين الجثث 1400 من المقاتلين المنتسبين للتنظيم، الذين دلت عليهم ملابسهم، وبينهم بعض الأجانب، وعُرفت هوية 700 جثة أخرى بواسطة الأقارب.

ولا تقتصر المقابر على جثث المدنيين وعناصر التنظيم، إذ توجد جثث أيضًا لعناصر النظام وفصائل المعارضة.

وفي حديث سابق لعنب بلدي قال الخميس، إن أسباب نقل الجثث من المقابر الجماعية تأتي من منحى إنساني، “هو إكرامها وتنظيمها ودفنها بالمقبرة المخصصة بشهداء الحرب على أيدي داعش من المدنيين”.

وأضاف أن العمل على انتشال الجثث ونقلها يأتي أيضًا من منحى صحي، إذ إن تفسخ الجثث وتحللها يؤدي إلى انبعاث روائح من الأبنية والمنشآت، ويطرح مخاوف من انتشار أمراض وأوبئة.

مقالات متعلقة

حقوق الإنسان

المزيد من حقوق الإنسان