“خط الغاز العربي”.. مليارات تهددها التفجيرات (خريطة)

  • 2020/08/26
  • 5:40 م

تعبيرية (عنب بلدي)

أدى انفجار في “خط الغاز العربي”، بريف دمشق، إلى قطع الكهرباء عن المحافظات السورية، في 24 من آب الحالي.

وقال وزير النفط والثروة المعدنية السوري، علي غانم، إنه ناتج عن “اعتداء إرهابي”، لينتهي إصلاح الخط بعد عدة ساعات من العمل المتواصل.

وسمع السوريون كثيرًا عن هذا الخط الذي أدت عدة تفجيرات استهدفته على مدار السنوات الماضية إلى قطع الكهرباء.

انفجار بين عدرا والضمير بريف دمشق-  24 من آب (سانا)

فما قصة هذ الخط الذي تهدده التفجيرات؟

أهمية “خط الغاز العربي” تأتي من كونه أحد أهم المشاريع الاقتصادية في منطقة شرق المتوسط.

اتفقت عدة دول في الشرق الأوسط في عام 2000 على إنشائه، وانطلق في 2003 بهدف تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى دول المشرق العربي ومنها إلى أوروبا.

ويصل طوله عند إتمامه إلى 1200 كيلومتر، بتكلفة قدرها مليار و200 مليون دولار، لنقل أكثر من عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا.

يمر الخط من مصر وإسرائيل والأردن ولبنان وسوريا وينتهي في تركيا، ليكون أول مشروع إقليمي يمر بثلاث قارات (إفريقيا، آسيا، أوروبا).

توقفت إمدادات الغاز المصري لإسرائيل والأردن، في آذار 2012، بسبب 13 تفجيرًا (منذ الثورة المصرية في 2011) منفصلًا للأنبوب المغذي التابع في منطقة العريش.

ثم استؤنفت الإمدادات في 2013، لتعود للتعليق إثر نضوب مفاجئ لحقول الغاز المصرية التي تغذيه.

بعد التعليق، استمرت إمدادات الغاز المصري إلى الأردن بمعدل أقل كثيرًا من المعدلات المتعاقد عليها.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ فرع الخط الذي يصل بين إسرائيل ومصر بنقل الغاز الإسرائيلي إلى مصر، بعد اكتشاف إسرائيل حقول غاز في مياهها الإقليمية.

مراحل بناء الخط

المرحلة الأولى: بطول 248 كيلومترًا وقطر 36 بوصة من مدينة العريش في شمال سيناء على البحر المتوسط إلى شاطىء طابا في خليج العقبة، ومنها خط بحري إلى ميناء العقبة الأردني بطول 16 كيلومترًا.

انتهى هذا الجزء عام 2003 بتكلفة قدرها 220 مليون دولار، والسعة السنوية له مليار ومئة مليون متر مكعب سنويًا.

المرحلة الثانية: تصل بين ميناء العقبة ومنطقة رحاب في شمالي الأردن، التي تبعد 24 كيلومترًا عن الحدود السورية.

وطول هذا الجزء 390 كيلومترًا بتكلفة قدرها 300 مليون دولار، وانتهى بحلول عام 2005.

المرحلة الثالثة: طولها 324 كيلومترًا من الأردن إلى دير علي في سوريا، ومنها إلى محطة الريان لضغط الغاز بالقرب من حمص، ليمد محطتي تشرين ودير علي لتوليد الكهرباء.

نفذت المرحلة الثالثة “الشركة العربية لنقل وتوزيع الغاز” ومقرها دمشق، و”الهيئة العربية للغاز” ومقرها بيروت.

وبعد ذلك امتد شمالًا إلى الحدود السورية- التركية ثم غربًا إلى مدينتي بانياس السورية وطرابلس اللبنانية.

هذه المرحلة اكتملت في شباط 2008، وبنتها شركة النفط السورية و”ستروي‌ ترانس‌ غاز”، إحدى شركات “غازبروم” الروسية.

وصلة حمص- طرابلس تمتد من محطة الضخ في الريان إلى بانياس بسوريا ثم عبر أنبوب طوله 32 كيلومترًا إلى طرابلس في لبنان.

بدأ الضخ عبر هذا الخط في تشرين الأول 2009، ووصل إلى لبنان، الذي يحصل على 30 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي عن طريق خط الغاز العربي، منذ نهاية صيف 2009.

وكان يوجد مقترح بمد فرع للخط من بانياس إلى قبرص.

أما خط “العريش- عسقلان” فيمر داخل المياه الإقليمية المصرية ثم الإسرائيلية في البحر المتوسط بطول 100 كيلومتر.

وكان من المنتظر مد الخط شمالًا بطول إجمالي 780 كيلومترًا حتى ميناء جيهان التركي، بسعة 15 مليار متر مكعب في السنة.

المرحلة الرابعة: في 2006 اتفقت مصر وسوريا والأردن ولبنان وتركيا ورومانيا على مد خط الغاز إلى الحدود السورية- التركية، عند ولاية كِلّس ومنها إلى القارة الأوروبية.

وتوقف بناء الخط في 2011 مع اندلاع الثورة السورية.

خريطة “خط الغاز العربي” (عنب بلدي)

تفجيرات

منذ اشتعال ثورة 25 من كانون الأول 2011 في مصر، وبعد سقوط نظام حسني مبارك، تعرض الخط لأكثر من 16 استهدافًا في تفريعات مختلفة على الوصلة الخاصة بإسرائيل، وشهد الخط عدة تفجيرات لاحقة في مصر، آخرها مطلع العام الحالي.

وفي سوريا تعرض الخط لعدة تفجيرات يقول النظام السوري إنها ناتجة عن “اعتداءات إرهابية“، تسببت بانقطاع الكهرباء لعدة ساعات قبل إصلاحه.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية