“بداية جديدة”.. وثائقي تركي يحكي كفاح سوريات في المهجر

بطلات الفيلم الوثائقي "بداية جديدة"

camera iconبطلات الفيلم الوثائقي "بداية جديدة"

tag icon ع ع ع

“عندما كنتُ في سوريا كانت لدي أحلام كثيرة، كان أبي مهندسًا وكنت أدرس الهندسة، كنت أفكر أن نعمل معًا، نبني بيتًا كبيرًا، ونجعل له حديقة كبيرة”.

أحلام فتاة سورية منعتها الحرب من تحقيقها، وبقيت ذكريات تحكيها في الفيلم الوثائقي “Yeni Bastan” (بداية جديدة).

يتحدث الفيلم عن سيدات سوريات تركن حياتهن الرغيدة في سوريا بعد أن بدأت الحرب، وخسرن أزواجهن وأفراد عائلاتهن، ويكافحن الآن في تركيا ليعشن بكرامة، مكابرات على جراحن، ليصنعن حياة أجمل لأبنائهن.

مدة الفيلم 22 دقيقة، وعُرض لأول مرة في 20 من آب الحالي، لمخرجه التركي طه أوفاجي، وإنتاج شركة “Rumman Grup”.

يصوّر الفيلم بداية الخروج من سوريا، وما يرافقه من تشتت وضياع، إذ تصف إحدى بطلات الفيلم ألم فقدان الأبناء والزوج دفعة واحدة، تحت القصف والحصار.

وينتقل الفيلم ليظهر معاناتهن في الغربة، وما يقاسين من ضغوط اجتماعية، والحالة التي يعشنها في تركيا، والتي تجبرهن على أن يثبتن صلاحهن وحسن أخلاقهن دون أن يرتكبن جرمًا.

فعلى سبيل المثال، يجب على إحدى السيدات أن تنظف مدخل البناء، كي لا يظن السكان الأتراك أن السوريين هم من رموا الأوساخ.

وتتابع البطلات الأربع سرد قصصهن في الفيلم، مؤكدات على شق طريق جديد ورسم حياة يحكمها اليقين بالأجمل، وعلى عدم اليأس والركون إلى الماضي.

فإحداهن درست في الجامعة وتخرجت، وبدأت بالعمل في رعاية الأيتام، وأخرى تعلمت تصفيف الشعر، وبدأت تعمل لتبني مستقبلًا لابنها، المتبقي الوحيد من عائلتها التي فقدتها.

وقال المخرج طه أوفاجي، في حديث إلى عنب بلدي، إن الهدف الأول من هذا الوثائقي نشر شيء من الوعي حول اللاجئين، وإظهار الأسباب التي جعلتهم لاجئين، والعوامل التي أجبرتهم على ترك بلادهم، وفي أي ظروف لجؤوا وماذا عاشوا.

وأضاف أوفاجي، “أردنا أن نشرح أنه ليس من السهل على الإنسان أن يترك وطنه ويلتجئ إلى بلد آخر، كما أردنا أن نبيّن أنهم لم يأتوا لقضاء عطلة، وأن مفهوم الوطن متشكل لديهم، بقدر ما هو متشكل لدينا”.

والهدف الثاني من الوثائقي، تحفيز الناس الذين عاشوا ظروفًا صعبة، وحُرموا من كثير من الأمور، على حد وصف أوفاجي.

وحول أسباب التركيز على السيدات في الوثائقي، اعتبر المخرج أن السيدات هم الأكثر ضعفًا في الحروب، والأكثر عرضة للصعوبات.

وأُجبرت سيدات سوريات في بلدان اللجوء على العمل في ظروف تنعدم فيها قوانين تحفظ حقهن، بعد أن فقدن أزواجهن في الحرب.

ويبلغ عدد النساء السوريات في تركيا أكثر من مليون ونصف مليون سيدة (1666001)، ومن هنّ في سن 19- 24 بلغ عددهن 212 ألف سيدة، بحسب المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية، وفق أحدث إحصائية في 2019.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة