أعلن رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية، تورج دهقاني زنكنة، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية التي تحطمت قرب مطار “طهران الدولي” بعد إقلاعها في 8 من كانون الثاني الماضي.
كان ذلك في مؤتمر صحفي عقده زنكنة اليوم الأحد، 23 من آب، لإعلان نتائج قراءة معلومات الصندوقين الأسودين لطائرة “البوينغ” الأوكرانية، بحسب ما نشرته وكالة “فارس” الإيرانية.
وقال زنكنة إنه “بعد الحادث تمت قراءة الصندوقين الأسودين للطائرة من 17 لغاية 24 كانون الثاني في مكتب تحقيقات الطيران المدني BAE في فرنسا”، وجرى ذلك تحت مسؤولية منظمة الطيران المدني الإيرانية وبمساعدة فرنسية.
ووفقًا لوكالة “فارس”، شارك ممثل عن الولايات المتحدة بصفته الشركة المصنعة، والمندوب الأوكراني بصفته الشركة المشغلة، وممثل فرنسا كمقدم الخدمة بمساعدة منظمة الطيران المدني في هذه العملية.
كما شارك ممثلون عن كندا وبريطانيا والسويد الذين فقدوا رعاياهم في هذا الحادث بالإضافة إلى ممثل عن منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو).
وقال الجانب الإيراني في التحقيق إن التحليلات من الصندوقين الأسودين للطائرة تظهر أنها أصيبت بصاروخين بفارق 25 ثانية وأن الركاب ما زالوا على قيد الحياة لبعض الوقت بعد تأثير الانفجار الأول.
ووفقًا لما نشرته وكالة “رويترز” فإن طاقم الطائرة المكون من طيارين ومدرب يسافر أيضًا في قمرة القيادة حاول السيطرة على الطائرة حتى اللحظة الأخيرة.
وأصاب الصاروخ الثاني الطائرة بعد 25 ثانية من أول صاروخ، لكن تم تسجيل 19 ثانية فقط من تلك الفجوة في التسجيلات بسبب الأضرار الناجمة عن الصاروخ الأول.
و”بعد 19 ثانية من إصابة أول صاروخ بالطائرة، أشارت أصوات الطيارين داخل قمرة القيادة إلى أن الركاب كانوا على قيد الحياة، وبعد 25 ثانية أصاب الصاروخ الثاني الطائرة”، بحسب ما ذكره زنكنة، ولذلك، لم يجرِ الحصول على تحليل لأداء وتأثيرات الصاروخ الثاني من الصندوق الأسود للطائرة.
وأسقط “الحرس الثوري الإيراني” طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بصاروخ أرض- جو في بداية العام الحالي، بعد إقلاع الطائرة مباشرة من طهران، فيما اعترفت طهران في وقت لاحق بأنه “خطأ كارثي” من قبل القوات في حالة تأهب قصوى خلال المواجهة مع الولايات المتحدة.
وتجري إيران محادثات مع أوكرانيا وكندا ودول أخرى كان لديها مواطنين على متن الطائرة التي أسقطت وطالبت بإجراء تحقيق شامل في الحادث.
كما أجرى مسؤولون إيرانيون وأوكرانيون محادثات بشأن تعويض أسر الضحايا، ومن المقرر عقد جولة أخرى من المحادثات في تشرين الأول المقبل.
اقرأ المزيد: إسقاط الطائرة الأوكرانية ينبش اتفاقيات النقل الجوي.. من يعوض الضحايا
يجري التحقيق في إيران بموجب قواعد الطيران التابعة للأمم المتحدة التي تدعو إلى إجراء تحقيقات تهدف فقط إلى منع الحوادث المستقبلية، بمعزل عن أي عملية قضائية، لكن التحقيق انجرف في التوترات الإقليمية والمحلية، مع توصيات زنكنة بعدم تسييس تحليلات التحقيق.
وتسببت الحادثة بمقتل 176 شخصًا، معظمهم أجانب، يتوزعون إلى 82 إيرانيًا، 63 كنديًا، و11 أوكرانيًا من بينهم تسعة هم أفراد الطاقم، وعشرة سويديين، وأربعة أفغان، وثلاثة بريطانيين، وثلاثة ألمان، بحسب ما قاله وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو.