الساعات الأخيرة.. موسم استثنائي للنسيان
عروة قنواتي
ساعات قليلة بعد ظهور العدد الجديد من صحيفة عنب بلدي، وتزف منصة دوري أبطال أوروبا بطلها لنسخة 2020 في مدينة لشبونة البرتغالية، حيث الموقعة المهمة بين باريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني.
وأيًا كان بطل الليلة، ومهما كان وقعها على الجماهير في العالم، إلا أن الموسم سينتهي منتصف الليل، فماذا احتوى ضمن ساعاته الأخيرة؟
لا شيء في هذا الموسم يشبه المواسم السابقة، وخاصة في فترة التوقف الاضطرارية للمسابقات الرياضية في العالم، وأهمها كرة القدم، بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
الأمر الذي استدعى ترحيل بطولات قارية ودولية مهمة إلى العام المقبل، وإنهاء المواسم الكروية المحلية مبكرًا في بعض الدول، والمتابعة في بعض الدوريات الكبرى من دون جماهير وبمراقبة صحية شديدة وضغط للمباريات والجولات، أفرزت ما استطاعت من تخبطات في مسيرة فرق، وفرص للنجاة والتتويج لفرق أخرى.
البافاري في ألمانيا وليفربول في إنجلترا واليوفي في إيطاليا وريال مدريد في إسبانيا توجوا سادة المسابقات المحلية في بلدانهم للموسم الحالي، وسقط برشلونة ودورتموند والمان سيتي وإنتر ميلان ولاتسيو وليستر سيتي في اختبار التعويض والمنافسة بعد فترة التوقف.
سقط الإنتر مجددًا مع كونتي في اختبار اللحظات الحاسمة، ليضيف انتكاسة جديدة بعد موسم محلي مضطرب، إذ أضاع لقب بطولة الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، مع تفريطه بإمكانية الفوز في نهائي الدوري الأوروبي، لمصلحة إشبيلية الإسباني، سيد المسابقة الذي اعتلى منصة التتويج دون أن يخيب نظرة كثير من المتابعين لكرة القدم بإمكانياته على تقديم الأفضل.
الكارثة التي حلت ببرشلونة عقب وداعه المحزن والمؤسف لدوري أبطال أوروبا، بهزيمة ثقيلة أمام بايرن ميونيخ الألماني بنتيجة 8 -2، وعاصفة الإقالات والاستقالات داخل النادي، بالإضافة إلى قدوم المدرب الهولندي رونالد كومان، الذي يبدو أنه سيبدأ مرحلة مهمة في تاريخ كتالونيا كرويًا، إلا أنها لن تكون بتلك السهولة كما يتمنى كثير من عشاق الفريق الأول، المتأملين بخياطة الجرح النازف سريعًا.
لا وجود للسيتي مجددًا على المنصة الأوروبية أو ضمن ضيوف المباراة النهائية، يفشل بيب غوارديولا مرة تلو الأخرى بكتابة اسم فريقه أوروبيًا، بعد محاولات الأعوام الماضية، وسقوطه الأخير وغير المفهوم أمام ليون الفرنسي بنتيجة 3-1 في ربع نهائي الشامبيونزليغ، فاتحًا الباب لإشارات الاستفهام والاستفسار حول جدية الوصول في الأعوام المقبلة.
ليون الفرنسي نفسه الذي أحرج اليوفي الإيطالي، وأخرجه من نفس المسابقة، مسددًا رصاصة الرحمة على المدير الفني للفريق الايطالي السيد ماوريسيو ساري، الذي أُقيل من منصبه بعد موسم تبعثرت فيه أوراق الفريق، فاقدًا بطولة السوبر والكأس والمتابعة في دوري الأبطال والاكتفاء بلقب الدوري المحلي، بعد هدايا بالجملة من الخصوم، أسهمت، بقدر عطاء لاعبيه ونجومه، بلقب جديد كان أساسًا، ومنذ سنوات طويلة، في عهدة السيدة العجوز.
ما يمكن البناء عليه وبشدة، هي القوة التي يتحلى بها الفريق الألماني الأشهر، بايرن ميونيخ، صاحب الماكينة التهديفية المرعبة والتفاهم التكتيكي داخل الملعب، والأسماء الجديدة التي خطت أسطرًا جديدة على المستوى المحلي وعلى مستوى دوري الأبطال، حتى صارت بعد دور المجموعات تحصد في التوقعات درجة تتجاوز الـ70% من إمكانية الفوز على حساب الخصم مهما بلغت عراقته ومهما كان نوعه الكروي.
هانز فليك جاء من بعيد كمدرب مؤقت للبايرن، وبعد عدة مباريات صار أصيلًا على الدفة الفنية، بعد حصده لقبي الدوري والكأس، وها هو يستعد لانتزاع الثلاثية هذا المساء.
أمام كل الأمثلة التي طرحناها، هناك صفحات تطوى، وصفحات جديدة مشرقة، وأسئلة لا يمكن حسابها بالأرقام عن موسم شهد التوقف والحذر والخوف والعودة.
أسئلة عن إمكانية نجاح كريستيانو رونالدو في اليوفي بعد الموسم الحالي، وعن إمكانية رحيل ميسي بعد الكارثة التي حلت ببرشلونة، أسئلة عن الدفعة الشابة الجديدة التي قدمها زيدان في ريال مدريد إلى العالم، استفسارات حول إمكانية العودة في الموسم المقبل لرؤية فرق مجتهدة، كما أتلانتا الايطالي ولايبزغ الألماني على المستوى الأوروبي، أم أن الطفرة هي من تحكم مسيرة الفرق المجتهدة؟
ساعات ويسدل الستار فعلًا على هذا الموسم في ليلة الأبطال الأوروبية، التي ربما تشهد وافدًا جديدًا إلى لائحة الشرف وهو باريس سان جيرمان، أو تأكيدًا لنظرية عراقة التاريخ من خلال اللقب السادس للبافاري الألماني.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :