عرض علماء في مدينة نوفوسيبيرسك الروسية دفع مبلغ ألفي دولار للمتطوعين مقابل تجربة اللقاح الجديد لـ“كورونا المستجد” (كوفيد-19)، وفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، في 22 من آب الحالي.
ويعتبر هذا مبلغًا كبيرًا بالنسبة لمدينة نوفوسيبيرسك، حيث يبلغ متوسط الأجر الشهري 500 دولارًا فقط.
ويأتي هذا العرض بعد بدء العلماء التخطيط للمرحلة الأخيرة من تجارب اللقاح، لتستطيع السلطات الروسية بدء التلقيح الشامل في تشرين الأول من العالم الحالي.
ويخشى كثير من الأطباء والناشطين من خطورة فتح اللقاح للجمهور قبل أسابيع من اكتمال تجارب المرحلة الثالثة.
وأشار مقال في صحيفة “كوميرسانت” الروسية، في 21 من آب، إلى أن “خمسة أشهر لإنشاء مثل هذا العقار المهم هي فترة قصيرة للغاية”.
وقالت “ديلي بيست” إنها سألت أطباء وعلماء وقادة أعمال وفنانين وربات بيوت ومتقاعدين روس، عما إذا كانوا سيجرؤون على أخذ اللقاح الذي لم يجرِ اختباره بشكل مستقل بعد، فشكك معظمهم باللقاح وقالوا إنهم لا يثقون به.
رئيس الجمعية الروسية للطب، فاسيلي فلاسوف، قال إنه لا يخطط لأخذ اللقاح، ولن يوصي به لأصدقائه أو عائلته.
وأوضح أنه لا توجد طريقة لفحص أي من النتائج من المرحلتين الأوليين من التجارب، لأن المطورين لم ينشروا النتائج الفعلية لأبحاثهم.
وأضاف، “كل شيء يعتمد على بعض البروتوكولات غير الواضحة وكلما طالت مدة تأخير النشر، زادت شكوك الناس”، بحسب “ديلي بيست”.
ولا يزال عدد المتطوعين الذين استعانت بهم روسيا لإنتاج اللقاح غير واضح.
وتشير بعض المصادر إلى أن 76 شخصًا فقط شاركوا في التجارب، بينما قال آخرون إن المئات قد تلقوا اللقاح (بعضهم بشكل غير رسمي) قبل التسجيل الرسمي.
وقال عالم الأوبئة ميخائيل فافوروف، الذي يشعر بالقلق من الآثار الجانبية المحتملة، “بمجرد إعطاء اللقاح، لا يوجد شيء يمكن القيام به، هذا هو المروع”.
وقال الصحفي الروسي ألكسندر نيفزوروف إن “هذا اللقاح مصنوع من السياسة”.
وأشار في حديثه لـ”ديلي بيست” أن أعداد المشاركين في تجربة اللقاح قليل جدًا، مقارنة بما يقوله العالم أن خمسة آلاف شخص لا يكفي لتجربة لقاح بهذا الحجم، ووصف الأمر بالوقاحة والغطرسة.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن، في 11 من آب الحالي، عن تسجيل روسيا لقاحها الخاص، “بعد أقل من شهرين من اختباره على البشر”.
وصرح رئيس وزارة الصناعة والتجارة الروسية، دينيس مانتوروف، اليوم الأحد، أن روسيا ستعمل على إنتاج حوالي مليوني جرعة من لقاح كورونا شهريا بحلول نهاية العام.
وقال في تصريح صحفي إن الحجم الشهري لإنتاج جرعات اللقاح سيزداد تدريجيا ليصل إلى ستة ملايين جرعة.
وتلقت روسيا عقب ذلك طلبات شراء أكثر من مليار جرعة من 20 دولة، كما قال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل ديميتريف.
وأعلن بوتين بعدها أن اللقاح سيكون متوفرًا قريبًا لجميع مواطنيه، بشكل مجاني.
وبلغت أعداد مصابي فيروس “كورونا” حتى اليوم، ما يقارب 23 مليون حالة مؤكدة، وأودى بحياة أكثر من 700 ألف منهم حول العالم، بحسب “منظمة الصحة العالمية”.
وظهر فيروس “كورونا” في كانون الأول من عام 2019، بسوق للسمك في مدينة ووهان الصينية، البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة.