يحكي فيلم “فوتو كوبي” قصة محمود (60 عامًا)، الذي يعيش في حي مصر الجديدة بالعاصمة المصرية القاهرة وحيدًا، دون زوجة أو أولاد، ويمتلك محلًا وآلات لنسخ وطباعة الأوراق.
في مصادفة ما، يقرر محمود البحث عن السبب الذي أدى لانقراض الديناصورات، ليصبح هوسه المستمر، بالتزامن مع بوحه بحبه للسيدة صفية، جارته الأرملة في البناء الذي يقطن فيه.
تمشي أحداث الفيلم وسط اندهاش دائم من محمود، الذي يكتشف متأخرًا أن في الحياة متعًا كثيرة وبسيطة وموجودة حوله لم يعرفها، حتى إنه لم يكن يعرف أن هناك عيدًا يدعى “عيد الحب”، يحتفل به العشاق في أنحاء العالم.
بوتيرة هادئة وبقصة رومانسية، يروي مخرج الفيلم تامر عشري حكاية كل من محمود وصفية، ضمن حبكة بسيطة تشبه الأفلام الرومانسية في ستينيات القرن الـ20.
ترتبط حكاية الديناصورات وانقراضها في الفيلم، بالإنسان نفسه الذي سيواجه الفناء يومًا ما، ولعل هذه المعلومة البسيطة كانت غائبة عن عقل محمود المنعزل، وهي التي تدفعه لقراراته المفاجئة، والتي يجسدها محمود بشكل مباشر عبر قوله، “أنا قررت أعيش”.
تدفع الاكتشافات المتتالية محمودًا للتأمل في الحياة مع وصوله إلى سن 60 عامًا، ولكنه لا ييأس ويقرر أن هناك متسعًا من الوقت ليحب ويعيش ويتزوج ويستمتع بكل لحظة فيما تبقى من حياته.
يصنف فيلم “فوتو كوبي” كفيلم رومانسي بسيط، ورغم الجرعة الرومانسية المكثفة فيه، يمضي بسلاسة ويدعو المشاهدين لمراجعة حياتهم وأفكارهم وإصلاحها، ليعيشوا بطريقة أكثر بساطة في ظل التطورات المتسارعة لحياتهم وازدياد التعقيدات فيها.
ورغم أن الفيلم يحكي قصة لأشخاص تخطوا العقد السادس من عمرهم، فهو ليس مخصصًا بالضرورة للفئة العمرية المتقدمة بالسن، فللممثلين الشباب المشاركين فيه مساحة واسعة للتعبير عن أفكارهم.
عالج الفيلم اختلاف الأجيال والزمن، ورصد طريقة تفكير الشباب في العديد من القضايا التي كانت الإشارة إليها كافية دون الغوص فيها.
تبدو خلطة الماضي والحاضر مشوهة في المجتمع، إذ أشار المخرج إلى هذه النقطة عدة مرات، ليس آخرها مع لقطة موسعة أظهرت الجمال المعماري لبناء محمود، ثم لقطة أخرى أظهرت التشويه المتعمد له.
الفيلم من بطولة شيرين رضا ومحمود حميدة وبيومي فؤاد، بينما كتب السيناريو هيثم دبور، وحصل على تقييم 7.4 على موقع “سينما.كوم”، المتخصص بالأعمال السينمائية.