أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة عن “قلق عميق” إزاء العدد المتزايد من التقارير الموثوقة التي تشير إلى احتمال إعادة اليونان المهاجرين بشكل غير رسمي إلى تركيا فور وصولهم إلى الأراضي اليونانية أو المياه الإقليمية في الأشهر الأخيرة.
وقال الفرع اليوناني للمفوضية الأممية في بيان أمس، الجمعة 21 من آب، إنه حصل على “تقارير وشهادات موثوقة بأن أشخاصًا تُركوا في بحر إيجة من دون أن ينقذهم خفر السواحل اليوناني”.
وأكدت المفوضية أنها “تلقت تقارير وشهادات بأن أشخاصًا تُركوا في عرض البحر بلا مساعدة لفترة طويلة، معظمهم على زوارق يصعب توجيهها، ومحمّلة بأكثر من طاقتها بانتظار إنقاذهم”.
وتضمنت التقارير “سلسلة شهادات مباشرة للناجين سُجلت في مكتب المفوضية السامية للاجئين في اليونان، وأُبلغت بها السلطات اليونانية”.
ودعت المفوضية اليونان لإجراء تحقيق “بجدية ودون تأخير” في تلك التقارير المتعلقة بعمليات إعادة مهاجرين إلى تركيا.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” نشرت تحقيقًا، في 14 من آب الحالي، قالت فيه إن مسؤولين يونانيين ألقوا أكثر من 1072 طالب لجوء في البحر في 31 عملية طرد منفصلة على الأقل إلى أطراف مياهها الإقليمية في بحر إيجة.
وأوضحت الصحيفة أنها اعتمدت في تحقيقها على تحليل بيانات حصلت عليها عبر مقابلات من ثلاث جهات رقابية مستقلة، إضافة إلى باحثين أكاديميين وعناصر من خفر السواحل التركي.
وقالت الصحيفة، إنها تحدثت إلى ناجين شملتهم عدّة عمليات طرد، وراجعت أدلة من صور وفيديوهات.
ونقلت الصحيفة عن ناجية سورية عمرها 50 عامًا، حول الحادثة، “لقد كان أمرًا غير إنساني للغاية”، وقالت إن ملثمين أخذوها مع 22 آخرين، بينهم طفلان، تحت جنح الظلام من مركز احتجاز في جزيرة رودس، في 26 من حزيران الماضي، وتركوهم في زورق نجاة دون دفة أو محرك، قبل أن ينقذهم خفر السواحل التركي.
وتحدّث ناجون من سوريا أن موظفين أخبروهم أنهم سيُنقلون من الجزيرة إلى أثينا، لكن نُقلوا إلى قوارب صغيرة وتُركوا في البحر.
واُجبر مهاجرون على ركوب قوارب نجاة غير صالحة للإبحار، وتُركوا على الحدود المائية بين اليونان وتركيا، كما تُرك آخرون للانجراف في قواربهم الخاصة بعد أن عطّل خفر السواحل اليوناني محركات قواربهم، بحسب الصحيفة.
وأعادت اليونان، خلال شباط وآذار الماضيين، عددًا من المهاجرين عبر حدودها مع تركيا بعد وصولهم إلى الأراضي اليونانية إثر فتح تركيا حدودها أمامهم.
–