الحرائق "سلاحٌ" في الساحل
قذائف النابالم أحرقت 1500 دونم من غابات اللاذقية هذا العام
أحمد حاج بكري
لم تستثن الحرب غابات ريف اللاذقية، فإثر استهداف قوات الأسد المستمر والمواجهات المباشرة مع قوات المعارضة، لم تعد الوجهة السياحية المعروفة بجمالها وطيب هوائها.
التصعيد الأخير باستهداف المنطقة تزامن مع موجة الحر التي تشهدها المنطقة، واستغلتها قوات الأسد لتكثيف القصف يوميًا على الغابات التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، بالصواريخ الفراغية وقذائف النابالم (المساعدة على الاشتعال) بغية حرق أكبر مساحة منها، بحسب القيادي في كتيبة المصطفى، أبو أحمد.
وأضاف القيادي إن قوات الأسد تستغل ارتفاع الحرارة في الصيف ما يساعد على انتشار الحرائق بشكل أوسع، وسط عجز فرق الدفاع المدني وأي جهة أخرى في المدينة عن إخمادها؛ وأوضح لعنب بلدي أن “النظام يتبع سياسة الأرض المحروقة كردة فعل انتقامية على تمكن الثوار بعد عمليات تسلل وهجوم مباغت من استعادة تلال كانت تسيطر عليها قواته”.
يكثف النظام القصف باتجاه غابات جبلي الأكراد والتركمان، خصوصًا القريبة من الجبهة بهدف حرقها وكشف الغابات والجبال أمام جنود الأسد ومنع الثوار من التسلل والاختباء داخلها”، وفق القيادي، مردفًا “رغم القصف والتحليق المكثف من قبل الطيران استطعنا التصدي قوات النظام ومنعهم من التقدم”.
من جهته، قال مدير الدفاع المدني في ريف اللاذقية، المهندس أشرف تركماني، إن مساحة الغابات المحترقة هذا العام تقدر بأكثر من 1500 دونم (1 كيلومتر مربع يساوي ألف دونم) معظم أشجارها من الصنوبر والبلوط، مضيفًا أن أكثر من ربع المساحة المحترقة أراضٍ زراعية وأشجارها تفاح ودراق وزيتون.
وعن إجراءات فريق الدفاع المدني لمواجهة الحرائق، قال تركماني إن الفريق يعتمد “القبضات” للتواصل بين عناصر الفريق والأهالي والمقاتلين ليتمكنوا من إخبارنا بأي حريق ينشب في المنطقة، وأوضح “اتخذنا خطوات دفاعية، مثل فصل الغابات عن بعضها عن طريق قطع عدد من الأشجار لترك مساحة بينها تمنع امتداد النيران”.
وشرح مدير الدفاع المدني عدة عوائق تواجه الفريق “نعتمد على صهاريج بدائية ومعدات بسيطة لإطفاء الحرائق، ونعمل على تأمين صهاريج ذات سعة كبيرة تساعد على إنجاز العمل بشكل أسرع وبأقل التكاليف”.
سرعة انتشار الحرائق وكثرتها في المنطقة تجبر فريق الدفاع على تفريق عناصره والمعدات المتاحة، وفق تركماني، الذي أوضح “هناك 4 غابات احترقت في كل من قرية الخضراء ومحمية الفرنلق وقرية غمام وقرية شحرورة في جبل التركمان، لم نستطع إرسال أكثر من صهريج واحد وفريق واحد لكل منطقة، وهذا ما أعاقنا عن إخماد الحرائق فورًا”.
كما يعيق استهدافُ قوات الأسد لعناصر الدفاع المدني وآلياتهم من السيطرة على الحرائق وإخمادها، بحسب مدير الدفاع المدني، مؤكدًا إصابة أحد عناصر فريقه بشظايا أثناء إطفاء حريق في جبل التركمان.
وتتعرض غابات ريف اللاذقية لحرائق بدرجات متفاوتة منذ تحريرها من قوات الأسد، منذ حوالي ثلاث سنوات، وبلغت المساحة المحروقة منها في جبلي الأكراد والتركمان أكثر من 15 ألف دونم، أي قرابة 70% من الغابات المحررة، وفق تقديرات المجلس المحلي التابع للحكومة المؤقتة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :