أحمد الشامي
في لقاء جمعني بمجموعة من اﻷصدقاء الشيعة المقيمين في فرنسا، كان لابد من طرح مسألة دخول “حالش” إلى سوريا والمجازر التي ترتكبها العصابة العلوية وداعموها الشيعة في سوريا.
في الماضي، كانت نقاشاتنا تنتهي إلى نوع من التوافق حول رفض العدوان والاحتلال الإسرائيليين والإعجاب بالتجربة الإيرانية وتمني أن يتمكن العرب من بناء منظومة حضارية وديمقراطية تجاري الدولة العبرية ولاتخجل من المقارنة مع التجربة الإيرانية.
هذه المرة اختلف اﻷمر، فكل الحاضرين من الشيعة يعتبرون اﻷسد ضحية “مؤامرة صهيو – أمريكية سعودية تكفيرية…”، وكلهم وجدوا “من الطبيعي” أن تتم إبادة نصف مليون سني سوري “كرمى لعيون اﻷسد” وذهبت إحدى السيدات للقول “العرب كثير عليهم بشار…” وكأن الشيعة ليسوا عربًا وليس بينهم وبين العروبة صلة.
فركت أذني جيدًا وأعدت السؤال مرات ومرات “هل من الطبيعي أن تتم إبادة السنة كالذباب من أجل أن يحكمهم العلوي بشار؟”، لم يستهجن أي من الحاضرين لا المقارنة مع الذباب ولا العدد الهائل للضحايا!.
حين تناقشنا حول غزو زعران نصر الله للتراب السوري لم يستنكر “اﻷصدقاء” الشيعة تدخل حزب إيران دفاعًا عن العصابة العلوية، واعتبروه مجرد دفاع عن النفس “وإلا لوصل التكفيريون إلى الضاحية لاسمح الله…”، ماضرهم لو قتل السوريون بالآلاف مادام “القائد اﻷسد” و”السيد المفدى” على رأس دجالي “الممانعة”.
المقارنة مع “إسرائيل” وجرائمها التافهة بمقاييس جزاري اﻷسد وطهران “لاتجوز” بحسب هؤلاء “فإسرائيل عدو…” وحين تقول لهم أن اﻷسد قتل من السوريين مئات أضعاف ما قتلت إسرائيل يتهمونك بالعمالة والانبطاحية.
كيف يتمكن العلوي من قتل جاره السني بهذه اﻷريحية؟ كيف للشيعي أن يشارك في قتل مئات آلاف السنة من أجل وريث علوي قاصر؟ كيف للشيعي الذي سمحت له منحة الشهيد “رفيق الحريري” أن يتابع دراسته في أوروبا أن يعتبر السنة “ذبابًا”؟ ألم يتجاوز هؤلاء الطائفية إلى جريمة إبادة الجنس البشري بما يفوق حتى جرائم النازية؟
السؤال اﻷهم هو كيف تمكن هؤلاء من أن يعيشوا بين ظهرانينا وأن يشاركونا اللقمة وتظاهروا بالصداقة والمودة في حين يحلمون بذبحنا؟