نُقل زعيم المعارضة الروسية، أليكسي نافالني، إلى وحدة العناية المركزة للسموم في مستشفى “أومسك” الروسية في سيبيريا، إثر حادثة تسميم متعمدة، بحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
وقالت المتحدثة باسم نافالني، كيرا يارمش، إن الطائرة التي نقلت نافالني هبطت اضطراريًا في أومسك بعد أن شعر بتوعك.
وأضافت أن نافالني كان فاقدًا للوعي، وأنه لم يشرب شيئًا في الصباح سوى الشاي، ما يشير إلى أنه ربما يكون قد تعرض للتسمم، بحسب ما نشرته عبر حسابها في “تويتر“.
Сегодня утром Навальный возвращался в Москву из Томска. В полёте ему стало плохо. Самолет экстренно сел в Омске. У Алексея токсическое отравление. Сейчас мы на скорой едем в больницу
— Кира Ярмыш (@Kira_Yarmysh) August 20, 2020
وأوضحت أن الأطباء يقولون إن “السم قد وُضع غالبًا في الشاي، حيث يتم امتصاصه بشكل أسرع من خلال السائل الساخن”.
وقال مدير مقهى “فيينا” في مطار “تومسك”، حيث التقطت صورة لرئيس المعارضة وهو يشرب الشاي، إن الموظف الذي قدم لنافالني المشروب لا يمكن العثور عليه، بينما أُغلق المقهى ولا يزال التحقيق جاريًا.
ويظهر تسجيل مصوّر نافالني وهو ينقل من الطائرة إلى سيارة إسعاف منتظرة قبل نقله إلى العناية المركزة، بحسب ما نقله موقع “Dailymail” البريطاني.
أليكسي نافالني
ويعتبر نافالني، المعارض البالغ من العمر 44 عامًا، من أبرز خصوم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقد برز إلى الساحة خلال احتجاجات 2011- 2012 الضخمة ضد عودة بوتين إلى الكرملين لولاية ثالثة كرئيس، بعد أربع سنوات كرئيس للوزراء.
ونُقل من الاحتجاز إلى المستشفى لفترة وجيزة، خلال احتجاجات عام 2019، بعد أن عانى من رد فعل تحسسي كبير، وقال نافالني “إنها كانت محاولة لتسميمه في السجن”.
كما أُصيب بحروق كيميائية في عينه، برش سائل مطهّر حارق على وجهه في موسكو عام 2017، وهو هجوم ربطه حلفاؤه بجماعة متطرفة موالية لبوتين.
فتحت لجنة التحقيق الروسية تحقيقًا جنائيًا جديدًا ضد نافالني في تموز، بعد اتهامه بالتشهير بأحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، خلال حملة ضد الاستفتاء للموافقة على تغييرات دستورية تسمح لبوتين بالاستمرار في الرئاسة حتى عام 2036.
كما تم إدراج مؤسسته لمكافحة الفساد على القائمة السوداء كـ”عميل أجنبي” من قبل السلطات في تشرين الأول 2019.
وأعلن نافالني في تموز أنه سيغلق الصندوق وينشئ كيانًا قانونيًا آخر ردًا على دعوى قضائية رفعتها شركة تقدم وجبات مدرسية في موسكو مرتبطة برجل الأعمال يفغيني بريغوزين، المعروف باسم “طباخ بوتين” بسبب عقود خدمات تقديم الطعام في الكرملين.
وكان نافالني يزور اليوم تومسك للقاء ناشطين ودعم مرشحي المعارضة في الانتخابات الإقليمية في أيلول، وسط استياء شعبي متضخم من بوتين بسبب انخفاض مستويات المعيشة وإصلاح نظام التقاعد الذي لا يحظى بشعبية كبيرة.
وهو ليس أول منتقد للكرملين يقع ضحية التسمم، حيث توفي ضابط جهاز الأمن المنشق ألكسندر ليتفينينكو في لندن بعد تناوله الشاي الممزوج بالبولونيوم في عام 2006.
بينما نجا الجاسوس السابق سيرجي سكريبال من محاولة اغتيال بغاز أعصاب من الدرجة الأولى (مادة نوفيتشوك السامة)، في سالزبوري ببريطانيا في عام 2018، وهي هجمات ارتبط بها مسؤولون بريطانيون.
–