ذكرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن علماءها يحققون في شذوذ مغناطيسي غامض جنوب المحيط الأطلسي.
وقالت “ناسا“، عبر حسابها في “تويتر”، الثلاثاء 18 من آب، إن المجال المغناطيسي للأرض يعمل كدرع واقٍ حول الكوكب، لكن لديه نقطة ضعف غير معتادة في جنوب الأطلسي، حيث يمكن أن يتداخل إشعاع الجسيمات مع أجهزة الكمبيوتر والأقمار الصناعية الموجودة على متن الطائرة.
Earth’s magnetic field acts like a protective shield around the planet — but it has an unusually weak spot, where particle radiation can interfere with onboard computers and satellites. How @NASAEarth researchers monitor its changes: https://t.co/kxau4LOaV7 pic.twitter.com/0il8BHz18S
— NASA (@NASA) August 17, 2020
وذكر موقع “سكاي نيوز” البريطاني، أن المجال المغناطيسي للكوكب خسر نحو 10% من قوته على مدى القرنين الماضيين.
وأضاف الموقع أن “هناك منطقة تشهد ضعفًا أكبر تمتد من إفريقيا إلى أمريكا الجنوبية” (في المحيط الأطلسي)، حيث شهدت تلك المنطقة تقلصًا سريعًا وكبيرًا في قوة مجالها المغناطيسي، خلال الـ50 عامًا الماضية.
كيف يحصل الشذوذ المغناطيسي؟
تشبه الأرض إلى حد ما جسمًا مغناطيسيًا، له قطبان شمالي وجنوبي، يمثلان قطبين مغناطيسيين متعارضين، وخطوط مجال مغناطيسي غير مرئية تحيط بالكوكب بينهما.
ولكن على عكس المغناطيس، فإن المجال المغناطيسي الأساسي لا يتماشى تمامًا مع الكرة الأرضية، كما أنه غير مستقر تمامًا، لأن المجال ينشأ من لب الأرض، وهو حديد مصهور يتحرك بقوة تحت السطح.
وتعمل هذه المعادن المتوجة كمولد مغناطيسي هائل يسمى “الجيودينامو”، ما يخلق تيارات كهربائية تنتج المجال المغناطيسي.
ونظرًا لأن الحركة الأساسية تتغير بمرور الوقت، نظرًا للظروف التي تمر بها الأرض، يتقلب المجال المغناطيسي في المكان والزمان أيضًا.
وتنتج القوى الموجودة في لب الأرض مع ميلان المحور المغناطيسي الشذوذ المسبب لمنطقة مغناطيسية أضعف، ما يسمح للجسيمات المشحونة المحبوسة في المجال المغناطيسي للأرض بالاقتراب من السطح.
كيف يؤثر على الأرض؟
عندما تضرب تيارات المواد الشمسية الغلاف المغناطيسي للأرض، يزيحها المجال المعناطيسي إلى أجواء الفضاء بعيدًا عن الأرض، لكن عندما يضعف المجال، يسمح للجسيمات المشحونة باختراق الغلاف الجوي.
وعلى الرغم من أن شذوذ جنوب المحيط الأطلسي ينشأ من عمليات داخل الأرض، توجد له تأثيرات تمتد إلى ما هو أبعد من سطح الأرض، إذ يمكن أن تكون المنطقة خطرة بالنسبة للأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض.
إذا اصطدم قمر صناعي بجسيمات عالية الطاقة، يمكنه أن يسبب حدثًا يسمى اضطراب حدث واحد، ويمكن أن يتسبب ذلك في حدوث خلل مؤقت في وظيفة القمر الصناعي، أو قد يتسبب بتلف دائم في حالة إصابة أحد المكونات الرئيسة.
ويقول الخبراء، بحسب “سكاي نيوز“، إن وجود مجال مغناطيسي قوي يحمي الأرض وعلى الأخص الكائنات الحية التي تعيش عليها من الرياح الشمسية، التي تأتي إلى الأرض دومًا محملة بالجسيمات المشحونة الضارة.
ولتجنب فقد الأدوات أو قمر صناعي بأكمله، يغلق مشغلو القمر عادة المكونات غير الأساسية في أثناء مرورهم في مجال مغناطيسي ضعيف.
الضعف في المجال المغناطيسي، سبق له أن حدث في الماضي، مثل ما وقع في “انحراف لاشامب” (قبل حوالي 41400 سنة) وحدث “مونو ليك” (قبل حوالي 34 ألف سنة)، حيث شهدت قوة المجال المغناطيسي “انخفاضًا شديدًا” لدرجة أن الكوكب تعرض للقصف بأشعة كونية أكثر من المعتاد.
وفي كلا الحدثين السابقين، تعافى المجال المغناطيسي دون أن يحدث انقلاب، بحسب موقع “أخبار العلوم“.
والشذوذ المغناطيسي يمكن أن يؤدي بالنهاية إلى انقلاب الأقطاب المغناطيسية للأرض، وعند الأخذ بعين الاعتبار الضرر الذي يمكن أن ينجم عن حدث كهذا في كل من أنظمة الأقمار الصناعية والشبكات الكهربائية، فإن العلماء لا بد من أن يكونوا حريصين جدًا على اكتشاف موعدنا التالي مع انقلاب قطبي جديد.
الخبر السار أنه وفق معظم الدراسات ليست هناك علامات على انقلاب مغناطيسي تام، وعمليات الشذوذ المغناطيسي هي مؤقتة.
–