تعرض محيط بلدة حربنوش والمرتفعات المحيطة بمنطقة الشيخ بحر في شمال غربي إدلب، لأكثر من عشر غارات جوية روسية صباح اليوم، الثلاثاء 18 من آب، بحسب مراسل عنب بلدي.
وسبق الغارات الجوية سقوط صاروخ أرض- أرض في ذات المنطقة، التي استهدفها سرب من طائرات روسية، تناوبت على قصف المنطقة، إذ بقي يحلّق في الأجواء أكثر من 50 دقيقة، بحسب مرصد عسكري نقل عنه المراسل.
وذكر “الدفاع المدني”، عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك”، أن محيط المنطقة التي تعرضت للقصف تضم العديد من المخيمات، منها مخيم “السلام” و”العمران”.
وأكد استنفار فرق “الدفاع المدني” بكامل آلياته للاستجابة لأي نداء من قبل المدنيين.
وتعرضت قرى وبلدات كفر عويد وسفوهن والفطيرة وفليفل بريف إدلب الجنوبي لقصف مدفعي، بحسب “الدفاع المدني”.
وأدان فريق “منسقو استجابة سوريا” الغارات الروسية في بيان نشره اليوم، واعتبر قصف منطقة مكتظة بالمدنيين والمخيمات مؤشرًا خطيرًا في عمليات التصعيد، إذ تجاوز عدد المخيمات أكثر من 74 مخيمًا، موزعة على الشيخ بحر وحرمنوش والمناطق المجاورة لها.
وبلغ عدد الخروقات بعد اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، في 5 من آذار الماضي، أكثر من 2387 خرقًا، بحسب “منسقو الاستجابة”.
وطالب “منسقو الاستجابة” جميع الجهات المعنية بالشأن السوري بالعمل على إيقاف عمليات التصعيد، والسماح للمدنيين بالعودة إلى مناطقهم، كما حذر من عودة حركة النزوح، في حال بدء عملية عسكرية.
واستأنفت القوات الروسية والتركية أمس، الاثنين 17 من آب، تسيير الدوريات المشتركة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4) باتجاه معاكس للدوريات السابقة، بينما استهدف مجهولون إحدى العربات.
وذكرت شبكة “المحرر” الإعلامية التابعة لـ”فيلق الشام”، أن مجهولين استهدفوا عربة ضمن الدورية بقذيفة “آر بي جي”، ثم تبنت جهة تطلق على نفسها “كتائب خطاب الشيشاني” الهجوم.
وكانت روسيا أعلنت تعليق الدوريات المشتركة مع تركيا على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4)، بسبب ما قالت إنه “زيادة هجمات الإرهابيين”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي في 13 من آب الحالي، إن “الدوريات الروسية- التركية المشتركة على الطريق السريع (M4) في إدلب، توقفت بسبب الاستفزازات المستمرة للمسلحين في المنطقة”.
واتهمت المتحدثة الروسية الفصائل في إدلب بشن هجوم بالطيران المسيّر على قاعدة “حميميم” في ريف اللاذقية، مضيفة أن “المحاولات المستمرة لمهاجمة القاعدة الروسية في حميميم تثير القلق بشكل خاص”.
واعتبرت زاخاروفا أن “تحقيق استقرار دائم في منطقة خفض التصعيد في إدلب ممكن فقط إذا تم تحييد الإرهابيين”.
وألمح رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى إمكانية خوض معركة في الشمال السوري، بهدف السيطرة على ما تبقى من أراضٍ من يد من أسماهم “الإرهابيين”.
وتحدث الأسد، خلال كلمة له أمام أعضاء مجلس الشعب في “القصر الجمهوري”، في 12 من آب الحالي، عن إصراره على “تحرير ما تبقى من الأراضي لصيانة وحدة أرضنا وحماية شعبنا”، بحسب تعبيره.
وأشار الأسد بشكل ضمني إلى معركة إدلب، التي يجري الحديث عنها منذ أيام بسبب زيادة الخروقات من النظام المدعوم روسيًا، واستمراره بالحشود العسكرية، مقابل تجهيزات عسكرية للفصائل العسكرية.
وقال الأسد إن “التوقيت (للمعركة) تحدده جاهزية قواتنا المسلحة لخوض المعارك المخططة”.
وتخضع إدلب لاتفاق بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، وُقّع في 5 من آذار الماضي، ونص على إنشاء “ممر آمن” على طريق اللاذقية- حلب (M4).
وتضمّن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية على الطريق، بين بلدتي ترنبة غربي سراقب (شرقي إدلب) وعين حور بريف إدلب الغربي، على أن تكون المناطق الجنوبية لطريق اللاذقية- حلب (M4) من الممر الآمن تحت إشراف الروس، وشماله تحت إشراف الأتراك.
–