توفي، السبت 8 آب، الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي عن عمر ناهز الـ 83 عامًا، في مدينة دمشق، ويعتبر أحد أبرز علماء الدين الإسلامي في سوريا والمنطقة العربي.
مسيرته العلمية
ولد الزحيلي في مدينة دير عطية عام 1932، وانتقل إلى دمشق بعد حصوله على الشهادة الابتدائية ليتابع تحصيله العلمي في الثانوية الشرعية والعامة، ليسافر بعدها إلى جمهورية مصر ويحصل على إجازات في الشريعة والحقوق واللغة العربية.
وشارك الزحيلي في تأسيس المجامع العلمية والكليات والمعاهد الفقهية في عدد من البلدان العربية، ووضع بصمته الفقهية في سوريا ولبنان والكويت والبحرين والأردن والإمارات والسعودية والسودان وماليزيا وغيرها.
وخلال مسيرته العلمية، عكف الزحيلي على تأليف العديد من الأبحاث والكتب التي لاقت انتشارًا واسعًا، ولاسيما “موسوعة الفقه الإسلامي وأدلته” المترجمة إلى عدة لغات عالمية، وعددًا من الإسهامات العلمية التي أصبح مراجع دينية في عدة بلدان.
علماء ومفكرون ينعون الزحيلي
ونعى عدد من علماء الدين الإسلامي الزحيلي وانتشر هاشتاغ باسمه على موقع تويتر، منذ إعلان نبأ وفاته ليلة أمس.
وغرد الدكتور عائض القرني قائلًا “غفر الله له ورحمه، عرفته في لقاءات ومؤتمرات فكان عالمًا محققًا وقورًا يحب الخير للمسلمين ولا يؤذي أحدًا”، وقال الدكتور سلمان العودة “عرفته كاتبًا ثم جالسته وشاركته في برامج عدة، كان موسوعيًا هادئ الطبع غيورًا على أمته..اللهم ارفع منزلته في الجنة”.
#وفاة_الشيخ_وهبة_الزحيلي غفر الله له ورحمه، عرفته في لقاءات ومؤتمرات فكان عالماً محققاً وقوراً يحب الخير للمسلمين ولا يؤذي أحداً.
— عائض القرني (@Dr_alqarnee) أغسطس 9, 2015
كان رحمه الله عالما موسوعيا من ألمع فقهاء العصر وعضوا فاعلا في المجامع الفقهية تميزت مؤلفاته بالدقة والشمول والسعة #وفاة_الشيخ_وهبة_الزحيلي
— د. عوض القرني (@awadalqarni) أغسطس 9, 2015
كما اعتبر الشيخ سراج الدين زريقات أن الزحيلي “من علماء الشام صاحب كتاب الفقه الإسلامي وأدلته وهو أشهر كتبه، وله كتب في التفسير”.
#وفاة_الشيخ_وهبة_الزحيلي رحمه الله من علماء الشام صاحب كتاب الفقه الإسلامي وأدلته وهو أشهر كتبه، وله كتب في التفسير.
— سراج الدين زريقات (@sirajeddinezz) أغسطس 9, 2015
مواقفه في الثورة وما قبلها
لم يسجل الزحيلي إعلاميًا سوى موقف واحد بشأن الثورة السورية ضد نظام الأسد، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عام 2013، موقفًا واضحًا له بعد التزامه الصمت لعامين إذ قال: “إن الشعب السوري منقسم حاليًا بين مؤيد للنظام الحاكم الذي يكيل العذاب للسوريين، وبين أناس يعانون من الظروف الراهنة ويتعرضون للتنكيل والتشرد والقتل لإصرارهم على موقفهم”، معربًا عن ألمه لما آلت إليه الأوضاع ولحالة القتل والتشرد والإبعاد التي يتعرض لها أبناء بلده.
وأضاف الشيخ محمد صالح المرابع “الشيخ وهبة الزحيلي، رحمه الله تعالى، كان موقفه واضحًا من النظام، وحين سافر إلى أمريكا في الثورة جرم النظام في السر والعلن وبالغ في ذلك، وقرر بعدها النزول إلى دمشق على الرغم من رجاء ولده عبادة ألا ينزل… ولكنه رحمه الله تعالى أصر على السفر، وحين وصل دمشق تعرض لمضايقات شديدة وما يشبه التضييق والإقامة الجبرية غير المعلنة”.
وفي مؤتمر الدوحة للحوار بين المذاهب الإسلامية، الذي عقد عام 2007 في دولة قطر، هاجم العلامة الزحيلي أحد أعضاء المستشارية الثقافية اﻹيرانية في دمشق، مطالبًا بضرورة توقف إيران عن نشر “التشيع في البلاد السنية”، مستشهدًا بحادثة حصلت في مدينة تل أبيض شمال الرقة، حين اختلف أهلها من السنة مع بعض من تشيع حينها، فما كان من المتشيعين إﻻ أن طالبوا حسن نصر الله بالتدخل لصالحهم.
توفي وهبة الزحيلي ليلة أمس في مدينة دمشق، وفي جعبته نحو 50 مؤلفًا وموسوعة علمية دينية، ونال لقب أفضل شخصية إسلامية في ماليزيا عام 2008، ونعاه عشرات العلماء والمفكرين الإسلاميين، ولم يتطرق الإعلام السوري إلى خبر وفاته عبر وسائله الرسمية.