من صحفي في وسائل إعلام عالمية إلى هدف لواشنطن و"تحرير الشام"
رجل في الأخبار.. بلال عبد الكريم أمريكي مطلوب من عدوين في إدلب
عنب بلدي – علي درويش
هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، شبكة “CNN” الأمريكية، قناة “الجزيرة” القطرية، شبكة “سكاي نيوز”، موقع “MiddleEastEye” (MEE)، ووسائل إعلام وشبكات عالمية، عمل معها الصحفي الأمريكي داريل فيلبس، المولود في ولاية نيويورك الأمريكية، والملقب ببلال عبد الكريم بعد اعتناقه الإسلام.
عمل بلال عبد الكريم مراسلًا لهذه الوسائل في الشرق الأوسط، وتنقل بين دول السودان ومصر خلال عمله الصحفي، بحسب ما ذكرته صحيفة “Dailymail” البريطانية.
وأسس بلال شبكته التلفزيونية الخاصة “On the Ground News” (أخبار على الأرض، OGN) لاحقًا، لأنه شعر بعدم الارتياح تجاه مهامه التي اعتبرها “سلبية بشأن العالم الإسلامي”.
اشتهر بلال بتقاريره الإعلامية عن الأيام الأخيرة لسيطرة قوات المعارضة على أحياء من محافظة حلب، في كانون الأول 2016، حسب “MEE” التي كان أحد مراسليها.
ووثق خلال وجوده في أحياء حلب الشرقية القصف والدمار الذي طال المدنيين، والأوضاع الإنسانية للأهالي خلال حصار النظام للمنطقة.
ويوجه بلال عبر قناته “OGN” رسائل للمواطنين في الدول الغربية، يوضح من خلالها الأوضاع العسكرية والإنسانية على الأرض، وقال في أحد الفيديوهات، “إن كان هناك شخص في العالم يعتقد أن الحرب في سوريا هي حرب على الإرهاب، أقول لك، إن من يقول لك ذلك يعتقد أنك أحمق”، وذلك في إشارة منه إلى تبرير النظام قصفه مناطق المعارضة بحجة “محاربة الإرهاب”.
“أردوغان، قراءتك جيدة للقرآن، لكنك أضعت الفرصة، لقد كانت لديك فرصة بأن تصبح بطلًا لهذه الأمة وتنقذ هؤلاء المساكين، كما ذهبت فرصة إنقاذهم على السعودية وقطر أيضًا”، هذه كانت من أواخر العبارات التي ظهر بها بلال قبل سيطرة النظام على حلب وتهجير نحو 75 ألف شخص، بحسب أرقام الأمم المتحدة، وهي عبارة تعكس منطلقات الصحفي منذ قدومه إلى سوريا.
نال بلال، في 17 من كانون الأول 2016، شخصية الأسبوع الأكثر تأثيرًا لدى جمهور قناة “الجزيرة” القطرية، نتيجة تغطيته مجريات الأيام الأخيرة لسيطرة المعارضة على حلب، إذ كان الصحفي الأجنبي الوحيد داخل المنطقة المحاصرة.
بعد قدومه إلى سوريا، صار بلال عبد الكريم مستهدفًا من قبل الولايات المتحدة، وحاولت طائرات “الدرون” الأمريكية اغتياله في 2016، كما اعتقلته “هيئة تحرير الشام”، في 13 من آب الحالي، بعد توجيهه عدة انتقادات لها.
مطلوب من أمريكا ومعتقل لدى “تحرير الشام”
نقلت صحيفة “Dailymail” عن بلال أن مكاتب شبكته في شمالي سوريا تعرضت لسلسلة هجمات (خمس هجمات) جميعها في العام 2016.
الاستهداف الأول والثاني لمكاتبه لم يصب بهما بأذى، لأنه كان خارج مكاتب الشبكة.
وفي محاولة ثالثة، استهدفته طائرة دون طيار أمريكية خلال تصويره قصة في بلدة نائية بمحافظة حلب، نجا أيضًا من قصفها، لكنه أُصيب إصابة طفيفة.
وسقطت قذيفة على أحد مكاتبه، أودت بحياة طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات وامرأة ورجل مسن كانوا داخل المكتب، الذي كان يُتخذ كمركز خيري، في رابع هجوم يستهدفه، أما الهجوم الخامس فحصل عندما كان في كلية “المدفعية” بحلب.
وعلم بلال لاحقًا من مصادر لم توضحها صحيفة “Dailymail“، أنه وُضع على قائمة الأهداف الأمريكية المعروفة باسم “Disposition Matrix”، وأنه يُستهدف من قاعدة “إنجرليك” الأمريكية الموجودة في تركيا، التي تحوي منصة إطلاق طائرات دون طيار.
قدم شكوى في محكمة محلية أمريكية بالعاصمة واشنطن، في آذار 2017، ناشد فيها الحكومة الأمريكية إزالته من قائمة أهداف الاغتيال.
وفي حزيران 2018، صدر حكم عن القاضي بمنع اغتيال بلال دون إذن من المحكمة للدفاع عن نفسه، بحسب ما ذكرته “Dailymail“.
هذه الملاحقة من الأمريكيين لم تشفع للصحفي عند “هيئة تحرير الشام”، المسيطرة على محافظة إدلب، إذ اعتقلته مع مرافقه في قرية أطمة شمالي المحافظة، على الحدود السورية- التركية.
وقال مسؤول التواصل الإعلامي في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، في مراسلة إلكترونية لعنب بلدي، في 14 من آب الحالي، إن “الهيئة” اعتقلت بلال عبد الكريم بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه، نتيجة وجود عدد من الادعاءات المحيطة به، ويجري التحقيق فيها حاليًا.
وكان بلال وجه قبل اعتقاله بساعات، عبر قناته “On the Ground News”، تساؤلات لـ”تحرير الشام”، جاء فيها: “هل التعذيب مسموح في السجون الواقعة تحت سيطرتها؟”.
كما تحدث عن تعرض عامل الإغاثة البريطاني توقير شريف، الملقب بـ “أبو حسام”، لتعذيب داخل سجون “الهيئة” بعد اعتقاله للمرة الثانية، في 11 من آب الحالي.
ولم يعلّق الصحفي على حادثة الاعتقال، لكنّ لديه موقفًا واضحًا سابقًا قال فيه، “نحن لن نركع أمام بشار الأسد، ولن نركع أمام تحرير الشام. المناطق المحررة ليست ملكًا لأحد”، ردًا على اعتقال “الهيئة” الناشط الإعلامي أحمد رحال، عام 2019، إثر نشره تسجيلًا للقيادي السابق في “تحرير الشام”، “أبو العبد أشداء”، انتقد فيه “الهيئة”.
وتحدى بلال “تحرير الشام” بنشره تسجيل “أبو العبد أشداء” أيضًا، وقال إنه سينشره مرة أخرى، وطالب بإطلاق أحمد رحال، وإعطاء الصحفيين الحرية في العمل الصحفي.
وفي حزيران الماضي، تعرض لمحاولة اعتقال استطاع الفرار منها بواسطة دراجة نارية، وذلك بعد فترة من الاعتقال الأول لعامل الإغاثة البريطاني توقير شريف، حسب “MEE“.
“أبو فراس السوري”.. لقاءات بقادة في “القاعدة” واتهامه بالانتساب
اُتهم بلال بأنه يروّج لـ”جبهة النصرة” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا (الذي فك ارتباطه وغيّر مسماه إلى فتح الشام بالاندماج مع مجموعة فصائل ثم تحول إلى تحرير الشام)، نتيجة سهولة التواصل والوصول إلى قياديي التنظيم من قبله.
بينما نقل الصحفيان ماكس بلومنتال وبن نورتون عن أحد عناصر الفصائل في مناطق المعارضة، أن بلال كان أحد عناصر “النصرة”، حسب “Dailymail“.
لكن السبب الأبرز لتوجيه اتهامات لبلال بالانتساب إلى “القاعدة” هو لقاؤه مع أحد أبرز قادة التنظيم، “أبو فراس السوري”، قبل فترة من مقتله عام 2013، وكان بلال آخر من التقاه من الصحفيين.
وأجرى لقاء مع القيادي والشرعي السابق في “تحرير الشام”، “أبو اليقظان المصري”، بعد إفتائه بقتل عناصر من “حركة أحرار الشام”، خلال اقتتال الفصيلين في شباط 2018، ومع “أبو العبد أشداء” في معارك حلب 2016، ولقاءين آخرين، الأول خلال وجود “أبو العبد” مع “تحرير الشام” وانتقاده لها في أيلول 2019، والآخر بعد خروجه من سجونها.
كما أجرى لقاء مع قائد الجناح العسكري في “تحرير الشام”، “أبو خالد الشامي”، تحدث خلاله عن الوضع العسكري في محافظة إدلب، في تشرين الثاني 2018.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :