القطع العشوائي للكهرباء يلحق خسائر بسكان السويداء

  • 2020/08/16
  • 12:39 ص

أعمدة الكهرباء (صورة تعبيرية) - (رويترز)

السويداء – ريان الأطرش

في شهر واحد خسر عمر ما تعب خمس سنوات لجمعه، بعد أن سبب القطع العشوائي للكهرباء تعطل معظم الأجهزة الكهربائية في بيته، الذي سكنه مع عروسه منذ ثلاثة أشهر فقط.

قطع الكهرباء ليس جديدًا على المحافظات السورية، إلا أن تغير نمط القطع وتكراره العشوائي في المحافظة، التي احتجت على سوء الخدمات والمعيشة خلال حزيران وتموز الماضيين، ألحق خسائر بمعظم سكان السويداء.

الإصلاح أو الخسارة الدائمة

عشرات الزبائن يدخلون يوميًا إلى محال تصليح الأجهزة الكهربائية لشراء قطع تبديل لأجهزتهم التي عطلها قطع التيار الكهربائي المفاجئ، ويبلغ ثمن أرخص القطع خمسة آلاف ليرة سورية (ما يعادل دولارين ونصف).

سامح العبد الله، أحد أصحاب محلات الصيانة، أرجع تعطل الأجهزة إلى “استهتار” وزارة الكهرباء، وقال لعنب بلدي إن قطع الكهرباء بنمط عشوائي وبشكل متكرر ومفاجئ، يصل إلى ثلاث مرات في الساعة الواحدة، يؤدي إلى تعطل الدارات الكهربائية للأجهزة.

وتتراوح مدة قطع التيار الكهربائي ما بين خمس إلى عشر دقائق كل مرة، وحين يعود يكون التيار إما بجهد عالٍ جدًا وإما منخفض جدًا.

فاقت خسارة عمر (30 عامًا) المليون ليرة سورية (نحو 500 دولار)، جراء تعطل الأجهزة الكهربائية في بيته، وهو بحاجة لما يزيد على عامين من العمل لتعويضها براتبه الشهري الذي يبلغ 40 ألف ليرة سورية (نحو 20 دولارًا)، حسبما قال لعنب بلدي.

ومثله موظف حكومي، تحفظ على ذكر اسمه، لم يجد حلًا لتعويض خسائره، التي بلغت قيمتها 500 ألف ليرة سورية، سوى بطلب قرضٍ لتأمين ثمن الأجهزة المعطلة، إذ إن راتبه لا يتعدى 50 ألف ليرة سورية شهريًا، وهو لا يكفي لتأمين حاجيات عائلته مدة أسبوع واحد.

الحرارة والعقوبات.. تبريرات لا تقنع الأهالي

بررت وزارة الكهرباء التابعة للنظام السوري قطع التيار الكهربائي بـ”الحرارة المرتفعة” و”العقوبات الاقتصادية”.

وذكرت، في بيان نشرته في 28 من تموز الماضي، أن “محدودية حوامل الطاقة اللازمة لتشغيل كل مجموعات التوليد نتيجة الحصار والعقوبات الاقتصادية، إضافة إلى الظروف الجوية السائدة والارتفاع الحاد في درجات الحرارة… أدى إلى انخفاض أداء هذه المجموعات بحدود 50% خلال الفترة النهارية”، مع وقوع “أعطال خارجة عن الإرادة” استدعت الصيانة وقطع التيار.

ردود فعل المواطنين على منشور الوزارة كانت بالاستنكار والاستهجان، مع تكرارهم لعبارة “عذر أقبح من ذنب”، ضمن التعليقات.

بالنسبة لعمر، فهو لا ينتظر من الوزارة البيانات ولا الكلام، بل يريد تعويضًا عن خسارته، مع إشارته إلى أن بعض الدول تتجاوز درجات الحرارة فيها 50 درجة مئوية دون قطع التيار لدقيقة واحدة، ووصف تبريرات الوزارة بـ”غير المقنعة”، محملًا إياها المسؤولية الكاملة عن تعطل أجهزته الكهربائية.

وكان قطع التيار في برنامج التقنين بمحافظة السويداء خلال الأعوام السابقة يتراوح بين ساعتين وست ساعات في اليوم الواحد، ومنذ نهاية فصل الشتاء الماضي توقف قطع التيار الكهربائي، قبل أن يعاود القطع بشكل عشوائي منذ ثلاثة أشهر، وتزامن مع خروج مظاهرات احتجت على سوء المعيشة وطالبت بالإصلاح وإسقاط النظام، بداية حزيران الماضي، ثم توقفت بعد أيام قليلة عقب اعتقال عدد من المشاركين، الذين أُفرج عنهم لاحقًا.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية