وساطة سويسرية تمهد للتهدئة.. أوروبا منقسمة على نفسها حول “شرق المتوسط”
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات صحفية اليوم، السبت 15 من آب، إن بلاده “ستحمي حقوقها شرقي المتوسط حتى النهاية”.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعد موافقة أنقرة أمس “بشكل مبدئي” على عرض الوساطة السويسرية بينها وبين اليونان، فيما يتصل بالخلاف حول الغاز في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة.
ويأتي عرض الوساطة بعد تزايد حدة التوترات بين أنقرة وأثينا، والتهديدات المتبادلة بين الطرفين، كما تزامن مع اجتماعات الاتحاد الأوروبي حول الموضوع نفسه.
عرض سويسري وأوغلو يهاجم فرنسا مجددًا
قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي عقده أمس مع نظيره السويسري إجناسيو كاسيس، أمس الجمعة 14 من آب، إن أنقرة “وافقت بشكل مبدئي” على عرض وساطة سويسري مع أثينا، معتبرًا أن بلاده لا تريد المزيد من التوتر مع جارتها.
وتزامنت زيارة أوغلو إلى سويسرا، مع اجتماعات عقدها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث تطورات شرق المتوسط بين تركيا واليونان، وانتهى الاجتماع دون الخروج بموقف موحد.
في حين دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنقرة وأثينا إلى فتح حوار مباشر بينهما، بحسب ما نقلت قناة “DW” الألمانية أمس.
وترى ميركل أن التوترات في شرق المتوسط “تدعو للقلق” مشيرةً إلى أهمية خفض التصعيد بين الأطراف المعنية بالأزمة، والتي بدأت منذ نهاية العام الماضي 2019، بعد توقيع تركيا لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة “الوفاق” الليبية المعترف بها أمميًا، وأثارت حفيظة اليونان.
وردت الأخيرة على أنقرة، بتوقيع اتفاقيتين مشابهتين مع إيطاليا ومصر خلال الشهرين الماضيين، وهو ما دفع تركيا لإرسال سفنها للتنقيب عن الغاز، ضمن المناطق التي تعتبرها ضمن جرفها القاري في البحر الأبيض المتوسط في 10 من آب الحالي.
وكان أردوغان أوقف، في 27 من تموز الماضي، أعمال التنقيب عن الغاز بعد مباحثات مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي تدخلت لوقف التوتر المتصاعد بين أثينا وأنقرة.
ورغم دعوات التهدئة التي قابلتها أنقرة بموافقة مبدئية، هاجم وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو فرنسا، واصفًا إياها بـ “ممارسة البلطجة”، كما وجه “تحذيرًا شديد اللهجة إلى اليونان”.
وقررت فرنسا نشر طائرتين حربيتين من طراز “رافال” بالإضافة إلى سفينة حربية في 13 من آب الحالي، ونقلت إذاعة “مونتي كارلو” الفرنسية عن وزارة القوات المسلحة الفرنسية قولها، إن إرسال القوات الجديدة جاء في إطار “تعزيز وجودها العسكري في المنطقة”.
من جهته قال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس أمس “إنه يأمل أن تتصرف كل أطراف النزاع وفقًا للقانون الدولي” وفقًا لوكالة “رويترز”.
أوروبا دون قرار واضح
عقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة 14 من آب، اجتماعًا عبر تقنية الفيديو لمناقشة التطورات الأخيرة، دون أن يخرجوا بقرار نهائي حول التحركات التركية.
من جهته أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية عبر حسابه في “تويتر”، جوزيف بوريل “عن التضامن الكامل مع اليونان وقبرص”، ودعا تركيا إلى خفض التوتر والانخراط في الحوار.
Concluded good and constructive #FAC.
Eastern Med: Full solidarity w/ Greece&Cyprus; calling Turkey for immediate deescalation and reengaging in dialogue.
Belarus: EU doesn't accept election results. Work begins on sanctioning those responsible for violence & falsification.
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) August 14, 2020
وسبق لبوريل أن قال في شهر تموز الماضي، إن التصعيد والمواجهة ليست ضمن الخيارات المتاحة، و”من المهم البحث عن روابط بناءة مع تركيا”، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية “آكي“.
فيما قالت وزير خارجية النمسا، ألكسندر شالنبر، في بيان صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي، مارك بومبيو أمس، إن على الاتحاد الأوروبي، “مراجعة علاقته مع تركيا”، مشيرًا إلى أن بلاده “قلقة للغاية بشأن الوضع الخطير في شرق المتوسط”، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية “BBC“.
وأصدرت وزارة الخارجية التركية، بيانًا اليوم السبت 15 من آب، قالت فيه “إن على أوروبا توجيه دعوتها لمن يقوم بخطوات أحادية” في إشارة إلى اليونان.
وأضافت الوزارة، “تركيا مصممة على حماية مصالحها وحقوقها المشروعة”.
فيما قال نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، اليوم إن بلاده “تسعى جاهدة لتوسيع سبل التعاون حول شرقي المتوسط.
فيما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول أوروبي لم تذكر اسمه، أن تركيا “ستواجه عقوبات أوروبية في حال نفذت مناورات بحرية جديدة قبالة سواحل جزيرة “كاستيلوريزو” اليونانية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :