أثارت قضية مقتل العميد حسان الشيخ، الجمعة 7 آب، احتقانًا وتوترًا في صفوف الموالين لنظام الأسد ولا سيما أهالي محافظة اللاذقية، مطالبين بتقديم سليمان هلال الأسد، المتهم بالحادثة، للقضاء ومحاسبته على أعماله السابقة.
صفحات وحسابات موالية في موقعي فيسبوك وتويتر، نشرت خلال الساعات الماضية جملًا تحريضية طالت عائلة الأسد للمرة الأولى، معبرة عن غضبها مما وصفته بـ “التشبيح” المستمر لسليمان، النجل الأكبر لهلال الأسد، مؤسس الدفاع الوطني في المدينة، والذي قتل في آذار 2014.
وفي السياق استضافت إذاعة شام إف إم المقربة من النظام السوري، السبت 8 آب، محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم، للوقوف على ملابسات الحادثة التي وقعت عند دوار الأزهري.
واعتبر السالم الحادث “جريمة جنائية” يتم الآن البحث عن القاتل وتقديمه للقضاء مهما كان اسمه أو كنيته أو عائلته، موضحًا أنه ناجم عن خلاف مروري بين سيارتين من نوع تويوتا جيب أطلق الرصاص منها نحو سيارة كيا ريو التي كان يستقلها الشيخ.
مذيعة شام إف إم، التي حاورت محافظ اللاذقية، قالت إنها ليست “الجريمة” الأولى التي يتهم بها سليمان الأسد، موجهة سؤالها للسالم: “لماذا لم يتم ضبط هكذا حالات في وقت سابق قبل ارتكاب هذه الجريمة؟”.
وأجاب المحافظ أن “سليمان واحد من المواطنين السوريين وسيطبق عليه القانون في حال إثبات إدانته، لكن في القانون: المتهم بريء حتى يدان”.
وفي معرض رده على سؤال الإذاعة حول تداعيات محتملة للحادثة قد تؤثر على نفسية “المواطنين والجيش”، أوضح السالم أن “الجريمة هي خلاف مروري وليست بسبب وجود ضابط في الجيش السوري وهو عمل خارج عن القانون ومستنكر… لا يوجد أحد فوق القانون، ولا أتمنى أن تربط الجريمة بالموضوع العسكري”.
الاحتقان الكبير في الشارع “العلوي” تحديدًا قد يضطر رئيس النظام لتقديم سليمان الأسد إلى المحاكمة أو إخفائه من شوارع اللاذقية على أقل تقدير، بحسب الناشطة ريم تقلا، وهي من أبناء المحافظة، مستغربة حجم الغضب في صفوف الموالين “أين كانوا حينما اغتصب النساء وقتل وسرق واختطف؟”.
وأردفت تقلا أن “التشبيح ليس حكرًا على سليمان، فملفات آل الأسد ومخلوف وشاليش وإسماعيل وخير بيك وغيرهم كبيرة أيضًا”، معتبرة أن “أركان الأسد يعتبرون اللاذقية ملاكهم الخاص وأبناؤها السنة والعلويون هم رعاع وخدم لهم”.
ويسيطر نظام الأسد على مدينة اللاذقية بشكل كامل وبعض القرى المجاورة، وتحتوي المدينة أكبر عدد من ميليشيات الدفاع الوطني المكونة أساسًا من أبناء المنطقة، نظرًا لخصوصيتها وكونها مسقط رأس بشار الأسد.