رد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، على حديث رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حول العملية السياسية ومحاولة التلاعب بها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعليقًا على خطاب الأسد، قال جيفري في مؤتمر صحفي عبر تقنية “الفيديو” أمس، الأربعاء 13 من آب، إن “أي شيء يقوله الأسد يجب أن يؤخذ مع كمية كبيرة من الملح”، في إشارة إلى عدم تصديق كل ما يقوله.
ويوجد تعبير بالإنجليزية يقول “خذ ما يقال مع حبة ملح“، بمعنى أن يؤخذ الكلام مع كثير من الشك والتحفظ.
وأكد المبعوث الأمريكي أن واشنطن لا تطيل أمد أي شيء أو تتلاعب بأي شيء، ردًا على قول الأسد إن أنقرة وواشنطن تماطلان لإطالة أمد الحرب.
وأشار إلى أن الأسد “لم يدعم قرار الأمم المتحدة رقم 2254 على الرغم من أن حليفه الروسي وقع عليه في كانون الأول 2015، وسعى دائمًا للحل العسكري بمساعدة كل من روسيا وإيران لإنهاء الصراع في بلده”.
وحول قراءته لخطاب الأسد، يعتقد جيفري أن “المهم في الخطاب بأن الأسد تطرق للعملية السياسية، ونحن ننظر باهتمام لحقيقة تكلمه عن العملية، وهذه نقلة في خطاباته، ونحن نحاول استدلال معناه”.
ويرى جيفري أن “دمشق باتت تفهم حقيقة أن الحل السياسي أو العملية السياسية تحظى بدعم من كل الأطراف الدولية، وأن هذا الخيار لن يتبدد، ولن تجد دمشق سبيلًا إلا التماشي معه، وهذه دلالة جيدة أو مبشرة”.
وكان الأسد وجه رسالة واضحة بعدم قبوله بأي حل سياسي لا يتوافق مع وجهة نظره ولا يحافظ على نظامه، من خلال استخدام مصطلح “لن يكون سوى في أحلامهم”.
وجاء حديث الأسد خلال كلمة له أمام أعضاء مجلس الشعب في “القصر الجمهوري”، الأربعاء الماضي، وأكد رفضه أي خطوة أو حل سياسي مستقبلي في سوريا، لا يكون طرفًا فيه أو لا يتوافق مع وجهة نظره ولا يحافظ على نظامه.
ووصف الأسد المبادرات السياسية التي تجري بهدف التوصل إلى حل للملف السوري، بأنها “خزعبلات سياسية”، قائلًا إن “المبادرات السياسية (…) بفضل الولايات المتحدة ووكيلتها تركيا وممثليهما في الحوار، قد تحولت من مبادرات إلى خزعبلات سياسية”.
واعتبر الأسد أن “استخدام المبادرات السياسية هدفه إيقاعنا بأفخاخ نصبوها، ليحققوا عبرها ما فشلوا به عبر الإرهاب، وهذا لن يكون سوى في أحلامهم، ولكننا سنسير معهم تطبيقًا للمثل الشعبي (إلحق الكذاب لورا الباب)”.
كما وصف الحديث عن أي عملية سياسية مستقبلية بأنه “ضجيج وغبار يثار من وقت لآخر لم يحمل معه أي تبدل يذكر”، مشيرًا إلى أن أي مستجدات في المستقبل، سيتحدث بها بكل بشفافية ليكون الشعب مطلعًا على كل التفاصيل.
ويأتي حديث الأسد قبل أيام من اجتماعات اللجنة المصغرة للجنة الدستورية في جنيف، في 24 من آب الحالي، التي يحضرها جيمس جيفري لأول مرة، بحسب ما أكده في حديثه.
–