خيانة أم شرق أكثر استقرارًا.. ردود فعل دولية على الاتفاق الإسرائيلي- الإماراتي

  • 2020/08/14
  • 4:26 م
ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، (تعديل عنب بلدي)

ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، (تعديل عنب بلدي)

أثار “اتفاق السلام” الإسرائيلي- الإماراتي الذي أعلنه عنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ردود فعل متباينة بين مرحب ومخوّن.

وجرى الاتفاق أمس، الخميس 13 من آب، بمكالمة هاتفية جمعت بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد.

أمريكا.. نحو شرق “أكثر استقرارًا”

علّق ترامب عقب المكالمة الهاتفية على الاتفاق بأنه “إنجاز عظيم”، وتحدث في تغريدة، عبر حسابه في “تويتر“، عن “اتفاق سلام تاريخي” بين البلدين.

بدوره، أشاد مرشح “الحزب الديمقراطي” لانتخابات الرئاسة الأمريكية، جو بايدن، بالتطبيع الإماراتي- الإسرائيلي، ووصفه بأنه خطوة تاريخية نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا.

لكنه نبه إلى أنه لن يدعم ضم إسرائيل للمستوطنات اليهودية إذا فاز بالرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل، قائلًا إن “الضم سيكون ضربة قاضية للسلام”.

فلسطين تطالب الإمارات بالتراجع

المستشار البارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل أبو ردينة، طالب الإمارات “بالتراجع الفوري عن هذا الإعلان المشين”، في بيان صدر أمس، الخميس 13 من آب، من مقر التلفزيون الرسمي في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وقال “أبو ردينة” إن “القيادة الفلسطينية ترفض مقايضة تعليق ضم غير شرعي بتطبيع إماراتي، واستخدام القضية الفلسطينية غطاء لهذا الغرض”.

وكانت الإمارات قالت إن الاتفاق سينهي خطة ضم أراضٍ فلسطينية، بينما رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه علّق الضم فقط ولم يلغِه.

وتعتبر خطة “الضم” أو “تطبيق السيادة” أحد مخرجات خطة “ترامب” للسلام في الشرق الأوسط، أو ما يعرف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، وتسمح لإسرائيل بضم نحو 30% من أراضي الضفة الغربية، تشمل الكتل الاستيطانية في الضفة وغور الأردن.

واستدعت وزارة الخارجية الفلسطينية سفيرها في دولة الإمارات، بحسب ما نشرته وكالة “وفا” الفلسطينية عبر حسابها في “تويتر”.

وأضاف المستشار “أبو ردينة”، “في مواجهة هذه التطورات الخطيرة، تدعو القيادة الفلسطينية إلى عقد جلسة طارئة فورية لجامعة الدول العربية، وكذلك لمنظمة التعاون الإسلامي لرفض هذا الإعلان”.

هذا الرفض الفلسطيني المباشر قابلته مواقف عربية ترحب بالاتفاق أو تتخذ موقفًا محايدًا.

السيسي يثمّن “جهود” القائمين على الاتفاقية

ثمّن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الجهود التي توصلت إلى الاتفاق، واعتبره يحقق الازدهار والاستقرار للمنطقة، بحسب ما نشره عبر حسابه في “تويتر” أمس.

الأردن: الاتفاق مرتبط بما ستقوم به إسرائيل مستقبلًا

اعتبر الأردن أن الاتفاق سيكون مرتبطًا بما ستقوم به إسرائيل لاحقًا.

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في بيان، “أثر الاتفاق سيكون مرتبطًا بما ستقوم به إسرائيل. فإن تعاملت معه كحافز لإنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني، ستتقدم المنطقة نحو تحقيق السلام العادل”.

وأردف “إن لم تقم إسرائيل بذلك، ستعمّق الصراع الذي سينفجر ويهدد أمن المنطقة برمتها”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.

البحرين وعمان “ترحّبان”

وأيدت مملكة البحرين وسلطنة عمان الاتفاق، في أول المواقف الخليجية على الاتفاق.

واعتبر ناطق باسم الخارجية العمانية الإعلان تاريخيًا، وسيسهم في “تعزيز الاستقرار”، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء العمانية.

وأعربت البحرين، في بيان، عن “بالغ التهاني لدولة الإمارات العربية المتحدة”، معتبرة أن “هذه الخطوة التاريخية ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة”.

بينما لم تعلّق دول عربية بعد على الاتفاق، كالمملكة العربية السعودية وقطر وسوريا.

تركيا ترفض

أعربت الخارجية التركية اليوم، الجمعة 14 من آب، عن قلقها حول اتفاق التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي، وشددت على دعمها للموقف القوي والمشترك للشعب والقيادة الفلسطينية، في رفض اتفاق التطبيع، بحسب ما نشرته وكالة “الأناضول” التركية الشبه الرسمية.

وأصدرت الخارجية بيانًا قالت فيه، إن “التاريخ وضمائر شعوب المنطقة لن يغفران لأبو ظبي خيانتها للقضية الفلسطينية”.

وأكدت الخارجية أن “الإدارة الإماراتية لا تمتلك أي صلاحيات تسمح لها بالبدء بمفاوضات مع إسرائيل بشكل يخالف إرادة الشعب والإرادة الفلسطينية، وتقديم تنازلات في مواضيع تعتبر مصيرية بالنسبة لفلسطين”.

أما في الاتحاد الأوروبي، فتبدو المواقف أكثر تأييدًا للاتفاق.

ألمانيا: خطوة تاريخية

ورحب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات، معتبرًا ذلك خطوة تاريخية.

وقال ماس اليوم، الجمعة، في برلين عقب محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، غابي أشكنازي، “تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات إسهام مهم نحو السلام في المنطقة”.

واعتبر أنه “من الجيد أن تعلّق الحكومة الإسرائيلية خطط الضم”، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف، “نأمل أن يكون هذا الاتفاق نقطة انطلاق لمزيد من التطورات الإيجابية في المنطقة، ويمنح عملية السلام في الشرق الأوسط دفعة جديدة”.

فرنسا: خطوة إيجابية

رحبت فرنسا على لسان وزير خارجيتها الفرنسي، جان إيف لو دريان، بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات.

وقال الوزير في بيان، إن قرار إسرائيل تعليق الضم المزمع لمناطق بالضفة الغربية بناء على الاتفاق التاريخي “خطوة إيجابية”، مضيفًا أن التعليق يجب أن يصبح إجراء نهائيًا، بحسب ما نشرته وكالة “فرانس برس”.

وأضاف لو دريان أن “الاتفاق مهّد الطريق لاستئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف تأسيس دولتين”، واصفًا ذلك بأنه “الخيار الوحيد” لتحقيق السلام بالمنطقة.

بريطانيا: نبأ سار جدًا

أشاد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بالاتفاق، الذي سيقود إلى تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ونشر جونسون، عبر حسابه في “تويتر“، أن “تطبيع العلاقات نبأ سار للغاية”.

وأضاف، “كنت أتمنى بشدة ألا يمضي الضم في الضفة الغربية قدمًا، واتفاق اليوم بتعليق تلك الخطط هو خطوة محل ترحيب على الطريق نحو شرق أوسط أكثر سلامًا”.

 

الأمم المتحدة: “السلام بات أكثر أهمية”

رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالاتفاق، قائلًا إنه “مع أي مبادرة يمكن أن تعزز السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط”، بحسب ما نشره موقع الأمم المتحدة.

وأضاف غوتيريش أن السلام في الشرق الأوسط صار أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث تواجه المنطقة التهديدات الخطيرة التي تشكلها جائحة فيروس “كورونا المستجد (كوفيد- 19) والتطرف.

هل توقف إسرائيل خطة “الضم”؟

بحسب البيان المشترك الذي نشره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فإن إسرائيل ستعلّق خطة ضم أراضٍ فلسطينية، بحسب ما كانت تنص عليه “خطة ترامب للسلام” (المعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”)، و”تركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي”.

وأشار البيان المشترك  بين البلدين إلى أن وفودًا من الإمارات وإسرائيل ستجتمع “خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة”.

وبينما قالت دولة الإمارات إن الاتفاق أوقف خطة الضم، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي ذلك، وقال إن الخطة أُجّلت فقط.

وفد إسرائيلي في أبو ظبي

وسيسافر وفد إسرائيلي إلى أبو ظبي، للقاء القيادة العليا للدولة الخليجية، الأسبوع المقبل، بحسب ما نشرته اليوم صحيفة “The Times of Israel” الإسرائيلية.

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي تتويجًا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

وسبق أن أعلن نتنياهو أن حكومته تبذل “جهودًا خفية” لتعزيز علاقاتها مع عدد من الدول العربية، وعن علاقات مستمرة تجمع الاحتلال الإسرائيلي مع ست دول عربية لم يسمِّها.

كما شهدت نهاية عام 2019 محاولات إسرائيلية لتوقيع معاهدة “عدم اعتداء” مع أربع دول عربية، هي المغرب والإمارات وسلطنة عمان والبحرين.

وهذا الاتفاق يجعل من الإمارات العربية المتحدة أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وثالث دولة عربية تقوم بذلك، بعد مصر والأردن.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي