طالب مدرّسون سوريون في تركيا بتشكيل لجنة تمثلهم، لتكون شريكة في النقاشات والقرارات التي تُطرح بشأنهم، كما طالبوا بافتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية للطلاب السوريين، أو منحهم الجنسية التركية أو صفة لجوء رسمية.
وتسلم رئيس “الائتلاف الوطني”، نصر الحريري، من ممثلي “منتدى المعلّمين السوريين في تركيا”، رسالة موجهة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، تتضمن احتياجاتهم ومطالبهم، بعد اجتماع عُقد في 11 من آب الحالي، بحسب ما نشرته “الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني السوري“.
ووجه رئيس “الائتلاف الوطني السوري” رسالة إلى المديرة التنفيذية لـ”يونيسف”، هنرييتا هفور، بشأن واقع المعلّمين والطلاب السوريين في المدارس التركية.
ولفت الحريري في الرسالة إلى ضرورة تقديم المنظمة الدعم اللازم للمعلّمين السوريين في تركيا، ودعا إلى تشكيل لجنة من المعلّمين السوريين، لتكون شريكة لمنظمة “يونيسف” ووزارة التربية التركية، في مناقشة أي قرار يتعلق بالمعلّمين والطلاب السوريين في تركيا.
المستقبل التعليمي للطلاب السوريين في تركيا مجهول
المدرّس السوري، المهتم بشؤون اللاجئين السوريين والعرب في تركيا، أحمد جميل نبهان، قال لعنب بلدي، إنه يشعر بـ”القلق على المستقبل التعليمي للأطفال السوريين، لأنهم يدرسون في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة”.
وأضاف نبهان قائلًا، “لا شيء يضمن عدم انتهاء الحماية المؤقتة، التي تُطبق على الأطفال في تركيا، وحين يعاد الأطفال إلى سوريا، فما الذي سيحل بالطالب الذي كان يدرس المنهاج باللغة التركية، منذ الصف الأول الابتدائي، وكيف سيتابع تعليمه؟”.
وأشار نبهان إلى “أهمية منح الأطفال السوريين في المدارس التركية الجنسية التركية أو صفة لجوء رسمية، كما هي الحال في الدول الأوروبية، فبطاقة الحماية المؤقتة لا تضمن لهم مستقبلهم التعليمي كما يجب”.
وأشار نصر الحريري، بعد الاجتماع مع ممثلي “منتدى المعلّمين االسوريين”، إلى أهمية تعاون “يونيسف” مع الحكومة التركية لتخصيص مراكز في تركيا، لتدريس الطلاب السوريين اللغة العربية، وقال إن “ذلك للحفاظ على اللغة الأم وعلى هوية ما يزيد على 600 ألف طالب سوري يدرسون في تركيا”.
وأضاف الحريري أن هذه المراكز التي تدرّس اللغة العربية للطلاب السوريين، ستضمن لهم إكمال دراستهم، في حال عودتهم إلى سوريا.
وأطلقت وزارة التعليم التركية، في 3 من تشرين الأول عام 2016، مشروعًا تعليميًا يستهدف الطلاب السوريين المقيمين تحت الحماية المؤقتة “PIKTES“، بهدف دعم اندماجهم مع نظام التعليم التركي، والإسهام في حصولهم على التعليم في تركيا.
وتُغطى كامل ميزانية مشروع “PIKTES” من قبل الاتحاد الأوروبي، في إطار “برنامج الدعم المالي لأجل اللاجئين في تركيا” (FRIT)، وسيبقى مستمرًا حتى كانون الأول من عام 2021.
يوسف بويوك، مدير التعليم في وزارة التعليم التركية، قال إن أعداد الطلاب السوريين من الفئة العمرية من خمسة إلى 17 عامًا تتزايد سنويًا، وعدد الأطفال الذين بلغوا سن الدراسة في تركيا ارتفع إلى 34 ألفًا و636 طفلًا.
وأضاف بويوك أنه خلال العام الدراسي 2019- 2020، “تمكنت وزارة التعليم التركية من توفير التدريس لـ684 ألفًا و919 من التلاميذ السوريين، 348 ألفًا و103 من الذكور، و816 من الإناث”، بحسب ما نشرته وكالة “الأناضول” التركية، في 13 من آذار الماضي.
وفي العام الدراسي 2018- 2019، بلغ عدد الطلاب والطالبات في تركيا قرابة 18 مليونًا في جميع الولايات التركية، منهم 78 ألفًا و357 طالبًا سوريًا.
ووصل عدد المعلّمين السوريين المتطوعين في المدارس التركية، في آب من عام 2017، إلى أكثر من 13 ألف معلّم ومعلّمة، وأعلنت وزارة التربية التركية حينها عن اكتفائها بهذا العدد.
–