بعد انفجار مرفأ بيروت، في 4 من آب الحالي، انتشرت صور ومقاطع مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي للانفجار والدخان المتصاعد منه، وسارع بعض الأشخاص إلى نشر تسجيلات مصوّرة، تبين لاحقًا أنها خضعت لتعديلات وتغيير في الألوان وإدخال عناصر جديدة بها مثل الصواريخ، فوقع صحفيون وناشطون ومؤسسات إعلامية في فخ الأخبار الكاذبة.
وبحسب “ميزان فرانس برس“، وهي خدمة لتقصي الحقائق مقدمة من وكالة الصحافة الفرنسية، فإن هناك عدة أمثلة بارزة على صور انتشرت في “تويتر” و”فيس بوك” تبين لاحقًا أنها مضللة، كما قدمت الشبكة للصحفيين بعض الأدوات التي تمكنهم من كشف تزييف الصور والمقاطع المسجلة.
تصوير حراري
تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحفيين تسجيلًا مصوّرًا يُظهر مشهد انفجار باللونين الأبيض والأسود، وقال متناقلوه إنه “تصوير حراري دقيق” يُظهر لحظة سقوط صاروخ في العنبر رقم 12 في المرفأ ما أدى إلى انفجاره.
ولكن تبين فيما بعد أن هناك تلاعبًا في المقطع المسجل، بتعديله من أجل تضييع الحقيقة وجعل المواطنين ينشغلون بالتفكير بالسيناريوهات المحتملة وراء الانفجار الكبير.
صاروخ بين المباني
وانتشر تسجيل مصوّر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر صاروخًا بين مبنيين، وأُرفق بمعلومة خاطئة مفادها أن “الصاروخ سقط قبل استهدافه المرفأ”، إلا أن مقطعًا آخر أظهر المقطع الأصلي، وكيف عُدل بوضع صورة صاروخ، ليزيد تضليل الرأي العام.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس”، أوضح الخبير بالصواريخ في معهد “ميدلبري للدراسات الدولية” بكلية “مونتيري” في كاليفورنيا جيفري لويس، أنه في الأساس يبدو الصاروخ كرتونيًا ولا يشبه أي صاروخ حقيقي يضرب هدفًا بالفعل.
انفجار نووي
وشبّه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الانفجار الذي هز بيروت بانفجار القنبلة النووية في هيروشيما منذ 75 عامًا، ونشروا أخبارًا وصفوا فيها الانفجار بـ”النووي”، وذلك بسبب شكل الدخان الذي تصاعد في اللحظات الأولى منه.
وبحسب ما نشرته صحيفة “بيزنيس إنسايدر” عن خبراء أسلحة نووية، فإن الانفجار لم يكن ناجمًا عن انفجار قنبلة ذرية، ولفتوا إلى أن عددًا من خصائص الانفجار النووي لم يتم رصدها في بيروت، مثل الوميض القوي والحرارة الحارقة والإشعاعات.
وبعد التدقيق تبين أن السحابة التي تشكلت تسمى سحابة “عيش الغراب” (بالإنجليزية: Mushroom cloud) وتتشكل من دخان كثيف ولهب وحطام بعد وقوع انفجار هائل، وعلى الرغم من الربط بين هذا النوع من السحابات والانفجارات النووية في العادة، فإن أي انفجار بحجم الذي وقع في العاصمة اللبنانية يمكن أن يشكل هذه السحابة.
–