دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليونان إلى “احترام حقوق ومصالح تركيا” في البحر الأبيض المتوسط، الذي يشهد بدوره توترًا متزايدًا على خلفية التنافس الإقليمي على التنقيب عن الغاز فيه.
وتمضي أنقرة في سعيها للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط عبر مسار دبلوماسي مع تصريحات مسؤولين أتراك عن أهمية التفاوض مع اليونان، وإرسال تركيا سفنًا بحرية وحربية إلى مناطق تعتبرها أنقرة ضمن جرفها القاري، الذي تطلق عليه “الوطن الأزرق”.
تهديد ودعوات للحوار.. مساران لا يلتقيان
تصريحات أردوغان التي نقلتها وكالة “الأناضول” التركية اليوم، الخميس 13 من آب، حملت صيغة التهديد للدول التي تنافس تركيا على ثروات البحر المتوسط.
وقال الرئيس التركي إن بلاده “لن تسمح لأحد بنهب حقوقها”، وإن “موقف اليونان ضد أنقرة يستند إلى سوء النية، وإن من يعتدي على أبناء جلدته سيحاسب بالقانون الدولي وطرق أخرى”.
لكن أردوغان أكد في المقابل أن الحل في شرق المتوسط يأتي “عبر الحوار والتفاوض والتصرف السليم”، لإيجاد صيغة ترضي كل الأطراف المتنازعة.
وتشهد المنطقة أزمة إقليمية بين تركيا وحكومة “الوفاق” الليبية المعترف بها أمميًا، وبين مصر واليونان وفرنسا والإمارات من جهة أخرى، منذ توقيع تركيا اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع “الوفاق”، نهاية عام 2019.
أردوغان أشار في كلمته أيضًا إلى نيته الحديث مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيس المجلس الأوروبي، تشالز ميشيل، حول التطورات الأخيرة.
وتتوافق تصريحات أردوغان حول التهدئة، مع كلام وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، الذي قال في تصريحات نقلتها صحيفة “Sabah” التركية، والمقربة من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، أمس الأربعاء 12 من آب، إن حل المشكلة مع اليونان يجب أن يكون عبر الحوار أولًا.
تصريحات المسؤولين الأتراك جاءت بعد قرار تركيا إرسال السفينة “أوروتس رئيس” لإجراء مسح زلزالي، في 10 من آب الحالي، ضمن المناطق التي تقول أنقرة إنها تتبع لجرفها القاري في البحر المتوسط.
وأوقف تدخل المستشارة الألمانية عمليات التنقيب التركية مؤقتًا، وخفض التوتر بين الطرفين، قبل أن يعلن أردوغان عن عودة عمليات التنقيب مجددًا، متهمًا اليونان بعدم الوفاء بالتزاماتها.
وأثارت خطوات تركيا الأخيرة حفيظة اليونان، التي لديها خلافات عميقة مع تركيا حول عدد من الملفات، على رأسها ملف اللاجئين والحدود البحرية بين البلدين، لتوقع أثينا اتفاقية ترسيم حدود بحرية مع مصر، في 6 من آب الحالي.
وقال موقع “Army Voice” اليوناني، في 10 من آب الحالي، إن هيئة الأركان العامة اليونانية أمرت جميع ضباطها بالعودة إلى المعسكرات، في حالة “تأهب قصوى”، واصفة التحركات اليونانية بأن البلاد “وضعت إصبعها على الزناد”.
الإعلان عن اتفاقيات تجارية واقتصادية
بالتزامن مع تصريحات أردوغان، أعلنت وزيرة التجارة التركية، روهصار باكجان، خلال مؤتمر صحفي اليوم، عن توقيع بلادها “اتفاقيات تجارية واقتصادية مهمة” مع ليبيا.
ومن شأن ذلك أن “يمهد لاستكمال المفاوضات بين الشركات في كل من البلدين”، بحسب تعبير الوزيرة.
ولم تفصح الوزيرة عن مضمون الاتفاقيات بشكل مفصل، لكنها أشارت إلى أن هذه الاتفاقيات من شأنها إلغاء أي عوائق بين الشركات.
فرنسا على الخط.. طائرات “رافال” إلى البحر الأبيض المتوسط
لم تثر الخطوات التركية الأخيرة حفيظة اليونان وحدها، بل كذلك فرنسا ورئيسها، إيمانويل ماكرون، الذي أرسل طائرتي “رافال” وسفينة حربية إلى البحر الأبيض المتوسط.
ونقلت إذاعة “مونتي كارلو” الفرنسية اليوم، الخميس 13 من آب، عن وزارة القوات المسلحة الفرنسية قولها، إن إرسال القوات الجديدة جاء في إطار “تعزيز وجودها العسكري في المنطقة”.
في حين ربطت قناة “فرانس 24” توجه الطائرتين والسفينة بالتوتر المتصاعد مع تركيا.
وقالت القناة نقلًا عن ماكرون أمس، الأربعاء، إن بلاده ستعزز مؤقتًا وجودها العسكري “لمراقبة الوضع في المنطقة وتحديد عزمها على احترام القانون”.
ونشر رئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس، تغريدة باللغة الفرنسية اليوم عبر “تويتر”، شكر فيها الرئيس الفرنسي ماكرون، واصفًا الأخير بـ”الصديق الحقيقي لليونان”، والمدافع عن القيم الأوروبية والقانون الدولي.
–
https://twitter.com/PrimeministerGR/status/1293683465506951169