استخدم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مجددًا مصطلح “لن يكون سوى في أحلامهم”، لإيصال رسالة إلى معارضيه برفضه أي عملية سياسية مستقبلًا، وذلك قبل أيام من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف.
وجاء حديث الأسد خلال كلمة له أمام أعضاء مجلس الشعب في “القصر الجمهوري” أمس، الأربعاء 12 من آب، وأكد رفضه لأي خطوة أو حل سياسي مستقبلي في سوريا، لا يكون طرفًا فيه أو لا يتوافق مع وجهة نظره ويحافظ على نظامه.
ووصف الأسد المبادرات السياسية التي تجري بهدف التوصل إلى حل للملف السوري، بأنها “خزعبلات سياسية”، قائلًا إن “المبادرات السياسية (…) بفضل الولايات المتحدة ووكيلتها تركيا وممثليهما في الحوار، قد تحولت من مبادرات إلى خزعبلات سياسية”.
واعتبر الأسد أن “استخدام المبادرات السياسية هدفه إيقاعنا بأفخاخ نصبوها، ليحققوا عبرها ما فشلوا به عبر الإرهاب، وهذا لن يكون سوى في أحلامهم، ولكننا سنسير معهم تطبيقًا للمثل الشعبي (إلحق الكذاب لورا الباب)”.
كما وصف الحديث عن أي عملية سياسية مستقبلية بأنه “ضجيج وغبار يثار من وقت لآخر لم يحمل معه أي تبدل يذكر”، مشيرًا إلى أن أي مستجدات في المستقبل، سيتحدث بها بكل بشفافية ليكون الشعب مطلعًا على كل التفاصيل.
ويأتي حديث الأسد قبل أيام من اجتماعات اللجنة المصغرة للجنة الدستورية في العاصمة جنيف، في 24 من آب الحالي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يبعث بها الأسد رسائله إلى المعارضة بعدم اهتمامه باللجنة، إذ قال في مقابلته مع قناة “الإخبارية السورية”، في 31 من تشرين الأول 2019، إن “اللجنة الدستورية لا علاقة لها بموضوع الانتخابات، لها علاقة فقط بموضوع الدستور، أما إذا كانوا يعتقدون أنهم سيعودون إلى عصر الانتداب، فسأقول لهم، هذا لن يكون سوى في أحلامكم”.
وكان الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية عن المعارضة، هادي البحرة، أعلن صدور التأشيرات للوفد المفاوض باللجنة، إلا أن “وباء فيروس كورونا المستجد، أثر على التحضيرات اللوجستية للجلسة المزمعة”، مشيرًا إلى إمكانية تأجيلها بسبب “كورونا”.
وأكد البحرة أن اللجنة الدستورية بعد عام على تشكيلها وانعقاد جولتين، لم تؤدِّ إلى شيء، لكن “أهميتها تكمن في أنها آلية ونتاج أول اتفاق سياسي ضمن العملية السياسية لتنفيذ القرار الأممي 2254 عن الحل السياسي في سوريا”.
–