مؤتمر “دعم بيروت” يحشد الموارد لإيصالها إلى الشعب اللبناني مباشرة

  • 2020/08/09
  • 7:59 م
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستمع لشهادة مواطنة خلال زيارته لشارع مدمر في بيروت - 6 من آب 2020 (AP)

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستمع لشهادة مواطنة خلال زيارته لشارع مدمر في بيروت - 6 من آب 2020 (AP)

اختتم مؤتمر “دعم بيروت والشعب اللبناني”، عبر دائرة تلفزيونية، بالتأكيد على حشد موارد مهمة لتلبية احتياجات المتضررين، على أن تسلم للشعب اللبناني مباشرة.

وعقد اليوم، الأحد 9 من آب، بحضور عدد من زعماء الدول، وأبرزهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي دعا للمؤتمر، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وعدد من قادة الدول العربية.

وذكر البيان الختامي للمؤتمر أن “المجتمع الدولي واقرب اصدقاء لبنان وشركائه لن يخذلوا الشعب اللبناني.

وجاء المؤتمر على خلفية انفجار مرفأ بيروت، في 4 من آب، والذي أسفر عن مقتل 158 شخصًا، وإصابة الآلاف، بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

وقرر المشاركون في المؤتمر العمل بحزم وبالتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج مأساة الرابع من آب. واتفقوا على حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع المقبلة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني.

ووفقًا لتقييم الأمم المتحدة، هناك حاجات واضحة بصورة خاصة في القطاع الطبي والصحي، في المجال التربوي، في القطاع الغذائي وعلى صعيد إعادة تأهيل المدينة، وهذه المحاور “ستحظى بالأولوية ضمن برامج المساعدات الدولية الطارئة”، بحسب البيان الختامي.

وتوافق المؤتمرون على أن تكون مساعداتهم “سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني، ومنسّقة جيدًا تحت قيادة الامم المتحدة، وأن تسلّم مباشرةً للشعب اللبناني، بأعلى درجات الفعالية والشفافية”.

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن “العالم مدين للشعب اللبناني بالدعم بعد انفجار هائل دمر عاصمته، مشددًا على أن مستقبل لبنان على المحك“،

وأضاف أنه “يجب على الدول المانحة حشد الجهود لمواجهة تداعيات كارثة مرفأ بيروت، وإيصال المساعدات التي يحتاجها الشعب اللبناني مباشرة إلى حيث يحتاجها على الأرض”، بحسب مانشره موقع الرئاسة الفرنسية.

كما أكد ضرورة فتح تحقيق دولي شامل فيما يخص التفجير، وبأنه مطلب شعبي لبناني، في وقت تزايدت فيه مطالب مسؤولين وقادة لبنانيين على مطلب التحقيق الدولي بشأن المرفأ الذي سبب كارثة إنسانية في لبنان.

وفتحت السلطات اللبنانية، في 6 من آب الحالي، تحقيقًا بشأن الانفجار، بالاستعانة بخبراء فرنسيين تعاملوا مع انفجار مدينة تولوز الفرنسية عام 2001.

لكن ناشطين يشككون بالوصول إلى نتائج في التحقيق المحلي، ويطالبون بتحقق دولي، وهو ما دفع وزيرة الإعلام اللبنانية، منال عبد الصمد، إلى الاستقالة، بعدما هددت بذلك إذا لم يحصل اللبنانيون على حقوقهم.

وأكد ماكرون أنه لا بد من استجابة دولية تحت تنسيق الأمم المتحدة والعمل سريعًا، مشدّدًا على أن حصيلة الأموال في مؤتمر اليوم، يجب أن تكون مجرد بداية.

وأشار إلى أن إسرائيل لمحت إلى استعدادها للمساعدة، محذرًا من أن العنف والفوضى لا ينبغي أن يسودا في لبنان.

بدوره، قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، إن “العديد من المسؤولين وفرق الإغاثة الدولية الذين سارعوا بالمجيء الى لبنان عاينوا حسيًا حجم المأساة التي طالت كل قطاعات الصحة والتربية وإعادة الإعمار وتأمين الغذاء للشعب اللبناني”، بحسب مانشرته قناة “MTV”اللبنانية.

وشدد عون على أن الاحتياجات كبيرة جدًا، ويجب تلبيتها قبل الشتاء، مؤكدًا ضرورة أن تكون إدارة صندوق التبرعات الذي سيتم تأسيسه منبثقة عن المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا.

من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تعازيه الخالصة لأهالي الضحايا، وبأن المساعدات قد تحركت بالفعل نحو لبنان بعد الحادثة المفجعة، ووصل قسم منها والقسم الآخر صار في طريقه.

وشدد ترامب على وجوب معرفة من يقف وراء هذا الانفجار، لمعرفة إن كان حادثًا بالفعل  أم لا، بحسب ما نقلته “MTV” اللبنانية.

وقال أمير قطر، تميم بن حمد، إنه “ليس بوسع لبنان تجاوز هذه الأزمة بمفرده”، وأضاف أن انعقاد المؤتمر يدل على عزم المجتمع الدولي على مساعدة لبنان لتجاوز هذه الأزمة.

وأعلن إسهام قطر المالية لإعادة الإعمار بـ50 مليون دولار، وأضاف بأنه سيجري الإعلان خلال الأيام المقبلة عن المساهمة في إعادة إعمار بيروت، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا”، عبر حسابها في “تويتر“.

وأعلن الاتحاد الأوروبي عن إسهامه بإعادة الإعمار في لبنان بمبلغ 30 مليون يورو، وأكد أن هذه المبالغ ستقدم لمؤسسات الأمم المتحدة ولمنظمات غير حكومية.

ومن المتوقع أن تبلغ كلفة عملية إعادة إعمار بيروت مليارات الدولارات، ويرجح اقتصاديون أن يشطب الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

ووصف الملك الأردني، عبد الله الثاني، المأساة التي شهدها لبنان بـ”الفظيعة”، ولفت إلى أهمية وقوف العالم الى جانب لبنان، واعتبر المؤتمر تجسيدًا لهذا الكلام “لأنه لا يمكن الوقوف والمشاهدة”.

وأعلن عن إرسال وزير الخارجية الأردني الأسبوع المقبل إلى بيروت لتنسيق المساعدات الأردنية الى لبنان.

وحملت مساعدة الأمين العام للامم المتحدة، أمينة محمد، رسالة دعم من الأمين العام إلى لبنان وشعبه، وشددت على أن العمل جار من أجل وضع خطط لإعادة الاعمار وتقديم المساعدات المادية، وأن فداحة الكارثة تجعل تضافر جهود جميع المنظمات الدولية أمرًا لازمًا.

وزار ماكرون بيروت يوم الخميس الماضي، وكانت أول زيارة رئاسية للبنان بعد الانفجارالمدمر، وأكد للشعب اللبناني على قدوم المساعدات الإنسانية، ولكنه شدد على الحاجة لإصلاحات سياسية جذرية لحل مشكلات البلاد وضمان الدعم لها.

وكان الانفجار ضد ضرب العنبر 12 من المرفأ، والذي يحوي نحو 2750 طنًا من “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، المصادرة والمخزنة منذ عام 2014، وأسفر عن 158 قتيلًا وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، حسب أرقام رسمية غير نهائية.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي