حراك دير الزور.. “عدم احتواء” أم “مراوحة في المكان”
عنب بلدي – نور الدين رمضان
شهدت محافظة دير الزور، على مدى الأسبوع الماضي، توترًا بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومواطنين من أهالي المحافظة، بسبب عمليات قتل رموز عشائرية، أبرزها اغتيال شيخ عشيرة “البكارة”، علي الويس، وشيخ عشيرة “العكيدات”، مطشر الهفل، برصاص مجهولين.
وبين نفي “الإدارة الذاتية” وتوجيه الاتهامات لها من قبل عدة أطراف، من بينها المعارضة السورية، لا تزال الجهة المسؤولة والمستفيدة من هذه الاغتيالات مجهولة.
خرجت، في 4 من آب الحالي، مظاهرات تندد باغتيال شيوخ العشائر، والفلتان الأمني في المحافظة، وقالت شبكة “فرات بوست” المحلية، إن مدنيين أُصيبوا برصاص عناصر “قسد” في مدرسة بلدة الحوايج، في أثناء محاولتهم فض المظاهرة، ليسيطر بعدها الأهالي على المدرسة ويطردوا العناصر منها.
رد “قسد” على هذه الاحتجاجات أجج الأصوات التي تنادي بخروجها من بعض المناطق التي شهدت حوداث اغتيال شيوخ عشائر، بينما أصدر “التحالف العربي الديمقراطي في الجزيرة والفرات” تحذيرًا من تداعيات سياسات “قسد” في المناطق الشرقية، معتبرًا أن ذلك يصل بتطورات المنطقة الشرقية إلى مرحلة “عدم الاحتواء”.
ويأتي ذلك بعد حصار” قسد” بلدات ذيبان والشحيل والحوايج وعدد من القرى شرق دير الزور أو ما يعرف بـ”خط الجزيرة“ ومنطقة العكيدات، ومنعت بموجبه التجول كاملًا والخروج من المنازل، ونشرت مزيدًا من الحواجز في المنطقة عقب المظاهرات.
واتهم المتحدث باسم “مجلس القبائل والعشائر السوري” الذي يتخذ من تركيا مقرًا له، مضر حماد الأسعد، “قسد” بالوقوف وراء عمليات الاغتيال، معتبرًا أن سببها هو رفض العشائر سياسة “قسد” الهادفة إلى محو الطابع العربي من المنطقة.
وأضاف حماد الأسعد، في حديث إلى عنب بلدي، أن طلب شيوخ العشائر من أمريكا الإشراف على المنطقة ذات الأغلبية العربية بدلًا من “قسد”، يشكل دافعًا إضافيًا وراء الاغتيالات.
رئيس جمعية قبيلة “العكيدات”، إسماعيل العسكر الهفل، أكد أن “جريمة قتل مطشر الهفل لن تمر دون عقاب”، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده “مجلس العشائر والقبائل العربية في سوريا”، في ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا، ونقلته وكالة “الأناضول“.
مستقبل يشبه الماضي
الصحفي في شبكة “فرات بوست” صهيب جابر توقع، في حديث إلى عنب بلدي، استمرار وضع المنطقة التي شهدت احتجاجات على ما هو عليه، وقال إن “قسد تعتمد في قوتها بهذه المناطق على أبناء العشائر أصلًا، فمعظم عناصر القوات منهم، ولا مؤشرات على وجود قرار عشائري لإخراج قسد منها”.
واستبعد جابر إحداث أي حراك لتغيير ما بالمنطقة في المستقبل القريب تكون الولايات المتحدة، التي توجد بقواعد عسكرية كبرى في منطقة دير الزور، خارجه، ولا سيما أن الإدارة الأمريكية لا تقبل بجسم غير منظم لإدارة المنطقة، وهذا غير موجود حاليًا، خاصة بعد إضعاف (قسد) لقوات النخبة”.
تعدد رموز العشائر أسهم في زيادة حجم المشكلة وأضعف وحدة قرار العشيرة، بحسب الجابر، ولا سيما أنهم موجودون في مناطق سيطرة مختلقة، وضرب مثالًا بعشيرة “العكيدات”، إذ “يوجد لها عدة شيوخ يقولون إنهم يمثلون أبناء دير الزور، ويتوزعون في دير الزور، ودمشق، وتركيا، وقطر”.
من جانبه، يرى الباحث السياسي من دير الزور ماجد علوش، في تعليق لعنب بلدي، أن النظام السوري قد يكون وراء الاحتجاجات، عبر اغتيال رموز عشائر المنطقة، بغض النظر عن موقفهم منه.
أما “قسد” وتنظيم “الدولة” فهما مستبعدان، لأن المصلحة الكبرى بتأجيج الوضع في المنطقة الشرقية تعود إلى النظام، وهذا ما يفسر تركيزه إعلامه الرسمي على تغطية أخبار الاحتجاجات ودعمها.
ويذهب علوش في ذلك إلى أن من يتهم “قسد” بحوادث الاغتيال لا يملك دليلًا، وكذلك من يتهم تنظيم “الدولة”، ويرى أن ذلك لا يبرئ “قسد”، بل هي مسؤولة سياسيًا لأن المنطقة تقع تحت سيطرتها.
أما عن المستقبل الذي تذهب إليه المنطقة، فيرى علوش أن أقصى حد للاحتجاجات هو سحب الإدارة المدنية من “قسد” ومنحها للإدارات المحلية في دير الزور، لتبريد سخونة هذه الاحتجاجات، حيث لا يريد التحالف الدولي ولا واشنطن زعزعة الاستقرار في هذه المنطقة حاليًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :