ما هو أفضل.. وما هو أسوأ!
عروة قنواتي
صافرة العودة إلى دوري أبطال أوروبا انطلقت الجمعة ضمن حدود إياب الدور الثمن النهائي، لمعرفة الفرق التي ستكمل عقد دور الثمانية إلى جانب أتلانتا الإيطالي، وأتلتيكو مدريد الإسباني، ولايبزيغ الألماني، وباريس سان جيرمان الفرنسي.
واستطاع مانشستر سيتي الإنجليزي مع ليون الفرنسي اقتلاع أول بطاقتين للتأهل على حساب ريال مدريد ويوفنتوس، وحتى ساعة إعداد هذه المادة يتبقى لقاء بايرن ميونيخ مع تشيلسي في ألمانيا، وبرشلونة أمام نابولي في الكامب نو.
أود الحديث عن المباراة الأولى التي جمعت مانشستر سيتي بضيفه ريال مدريد على ملعب “الاتحاد” معقل السيتيزن.
فبينما كانت طموحات زيدان تنصب على المضي قدمًا في البطولة الأوروبية بعد انتزاعه بطولة الدوري الإسباني من أحضان برشلونة، بأداء متوازن وجيد بعد فترة التوقف جراء انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، كان بيب غوارديولا أيضًا على موعد مع تأكيد نتيجة الذهاب التي انتهت لمصلحة لاعبيه بهدفين لهدف في أرض الريال قبل أشهر، والموعد أيضًا مع إصراره على مواجهة رحلة النهائي بعد فشله لثلاث سنوات في الوصول إلى الكأس الغالية على منصة الشامبيونزليغ.
في جدلية الأسوأ والأفضل، تفوقت نسبة الأسوأ بين الفريقين على ما هو أفضل، فلم تظهر الأفضلية إلا بنتيجة اللقاء التي صبت لمصلحة الفريق الإنجليزي وقلة الإصابات داخل أرض الملعب، وأداء طيب لبعض نجوم الضفتين (هنا نستطيع الحديث عما هو أفضل).
أما فيما هو أسوأ، فتبدأ الحكاية من الخط الخلفي للسيد زين الدين زيدان الذي لم يشبه في رقصته الميتة أي مباراة من مباريات الدوري الأخيرة، راموس كان غائبًا وهذا سيئ أيضًا، والأسوأ عدم الانضباط وتكرار الهفوات والهدايا بدءًا من المدافع الفرنسي فاران، الذي كان خارج حسابات التركيز بكل الأشكال، وصولًا إلى بقية جوقة المنطقة المحرمة.
ولولا تدخلات كورتوا أمام العرين لعدة مرات لكانت المشكلة أكبر، والصورة أسوأ بمئات المرات.
ماذا عن السيتيزن؟
تبدأ الموقعة باستغلال الهدف الأول بعد الهدية المجانية من فاران، ثم تنقلب النوتة رأسًا على عقب، فيكاد غوارديولا أن يجن جنونه من الإهدار غير المبرر لفرص المهاجمين.
الأداء السيئ والأسوأ كان في المقدمة، استهتار في صندوق عمليات النادي الملكي وفرص بالمجان يتخبط أصحابها أمام الحارس أو يرسلونها بعيدة عن المرمى، فيتعادل الملكي من هجمة مرسومة وتنفيذ طيب لبنزيما، ولربما كاد أن يهرب بالنتيجة لجيب المدرب زيدان، لكن هدية جديدة أعلنت رصاصة الرحمة في قميص الملكي وأعطت التأهل للإنجليز.
هل كان الفريق الملكي سيئًا فعلًا؟ ألم يكن بمقدوره الفوز؟
كان سيئًا لأن الخطوط، وبفيض التبديلات، لم تكن مترابطة أبدًا، وعلى الرغم من هذا العنوان فإن سوء الخطة الهجومية في السيتي من ناحية التنفيذ والنتيجة الرقمية كاد يخدم الريال، ويذهب به إلى وقت إضافي وربما لركلات الترجيح أيضًا ولربما لبطاقة مؤهلة كيفما اتفق.
هل اتضح أن المان سيتي كان الأفضل في المباراة؟ أليس من الأفضل لهم التسجيل أكثر في ظرف مناسب؟
بالتأكيد لم يكن الأفضل، على الأقل من حالة إهدار الفرص، فكما أن كل هجمة له كانت توحي للمشاهد بهدف ثالث ورابع وخامس، كان الوقت يعطي أملًا للفريق الأبيض (بلباسه الجديد) بقرب التعادل الرقمي، بل وإمكانية اقتناص الفرصة والتأهل.
الآن خرج النادي الملكي من البطولة، وتقدم السيتيزن لمقابلة ليون الفرنسي الذي أقصى يوفنتوس الإيطالي من المسابقة، ولكن صورة بالأمس انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الصحف والمجلات الرياضية بعد نهاية مباراة الريال مع السيتي وهي الأفضل على الإطلاق في كل ما حدث، قبل وفي أثناء وبعد المباراة، زيدان وغوارديولا يتحدثان لبعضهما مع خلو الملعب تمامًا، بيب يتحدث وزيدان يستمع، زيدان يتحدث وبيب يستمع.
عرفنا أم لم نعرف تفاصيل الحديث وفي أي محور كان، لا فرق طبعًا وليس مهمًا برأيي المتواضع، وليس من خلال هذه الصورة يمكن توضيح من السيئ ومن الأفضل، الصورة برموزها ووقعها على الجماهير هي الأفضل تمامًا، لمغادر من المسابقة ولمتابع في طريقها.
قبل دقائق كان بالإمكان أن تشتعل ملاسنة بين الاثنين على خط الملعب، دفاعًا عن الحظوظ، وبعد إطلاق صافرة النهاية في المباراة يتحدثان، الصورة بينهما هي الأفضل على الإطلاق.
مبروك لعشاق المان سيتي وهاردلك لعشاق الملكي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :