يطمح الآلاف في العالم العربي ليصبحوا روائيين وكتابًا مشهورين ولهم وزنهم الثقافي، مدفوعين بإيمانهم بموهبتهم.
لكن الأمر ليس سهلًا، سواء في العالم العربي أو في العالم، ولذلك يسعى الكاتب ماريو بارغاس يوسا إلى تقديم نصائحه لمن يحلم بأن يصبح أديبًا مرموقًا.
وفي كتابه “رسائل إلى روائي شاب”، يشرح يوسا الشروط والخصائص التي يحتاج إليها من يريد المضي في هذا الطريق، بطريقة شاعرية تخدم الفكرة والنص، كما أنه يتضمن قواعد عامة تتعلق بالإقناع والأسلوب والراوي والمكان والزمان ومستوى الواقع، ويتحدث عن النقلات النوعية في الرواية والقصة.
ما يميز الكتاب أنه رغم احتوائه على تفاصيل علمية تخص علم الرواية والكتابة والأدب، كُتب بصيغة المخاطب، ويشعر القارئ، حتى لو لم يكن يملك الرغبة ليصبح أديبًا، أنه في جلسة شخصية مع يوسا، يحدثه فيها عن عمله وصعوبته وتفاصيله.
وبالتالي يخرج يوسا وكتابه من أسلوب التلقين العلمي المتبع في كثير من الكتب التعليمية في المجالات المختلفة.
ومن خلال هذا الأسلوب، يدخل يوسا في كتابه، المكوّن من 132 صفحة بنسخته العربية (نقله من اللغة الإسبانية المترجم الراحل صالح علماني)، في العوالم الروحية للكتّاب، ويشرح الشغف الذي يتحول في حياة المؤلفين إلى أسلوب حياة دائم.
ويصف تعلّق الكتّاب بالكتابة بـ”العبودية” التي اختاروها بإرادتهم الكاملة، والتي من الصعب التخلي عنها، بل يوظفون كل حياتهم لخدمتها أيضًا، إذ لا أولوية تفوق أولوية الكتابة، وفقًا ليوسا، التي يتوحد معها الكتّاب لتصبح شريكًا كاملًا يشعرون به في كل وقت، في أثناء سعيهم لخلق عوالم متخيلة بديلة عن الحياة الواقعية، حياة أرادوها ولم يحصلوا عليها.
ويعد يوسا، المولود في البيرو عام 1936، أحد أبرز الكتاب في أمريكا اللاتينية، وحصل على جائزة “نوبل” للآداب في عام 2010، كما أنه حاصل على شهادة الدكتوراه في القانون والدراسات الأدبية من جامعة “كمبلوتسي” في العاصمة الإسبانية مدريد.
صدر الكتاب عن دار “المدى” بطبعتين، الأولى في عام 2005 والثانية في عام 2013، بينما صدر بلغته الأصلية (الإسبانية) في عام 1997.