تشهد العاصمة اللبنانية بيروت اشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن، بعد مظاهرات شارك فيها آلاف المواطنين، تحت شعار “علقوا المشانق”.
وانطلقت المظاهرات، اليوم السبت 8 من آب، تنادي بإسقاط حكومة رئيس الوزراء، حسان دياب، ورحيل رئيس الجمهورية ميشيل عون، بعد الانفجار الذي هزّ بيروت في 4 من آب الحالي.
وبحسب آخر إحصائية، قالت “وزارة الصحة” اللبنانية اليوم إن عدد ضحايا انفجار مرفأ بيروت بلغ 185 قتيلًا وأكثر من ستة آلاف جريح.
ودعا ناشطون لبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الجمعة 7 من آب، إلى مظاهرات حاشدة في لبنان تحت شعار “علقوا المشانق”، لإسقاط الطبقة السياسية الحاكمة.
وحاول المحتجون الوصول إلى مبنى البرلمان اللبناني وإزالة الأسلاك الشائكة، ومنعتهم القوى الأمنية اللبنانية من الوصول، وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع، وفقًا لقناة “الجديد” اللبنانية.
مراسل "الجديد": عدد من المتظاهرين يرشقون القوى الامنية لا سيما شرطة مجلس النواب بالحجارة والقوى الامنية تطلق القنابل المسيلة للدموع لابعادهم
— Al Jadeed News (@ALJADEEDNEWS) August 8, 2020
فيما قالت قناة “الميادين” اللبنانية والمقربة من “حزب الله”، إن قوات الأمن تحاول تفريق المحتجين عبر إطلاق الرصاص المطاطي.
كما شهدت ساحات العاصمة بيروت “تشييعًا رمزيًا” لضحايا الانفجار، مع رفع “المشانق” كدلالة على طلب المحاسبة بحسب موقع “درج” اللبناني.
ساحات بيروت تشهد تشييعاً رمزياً لضحايا جريمة انفجار المرفأ وسط رفع مشانق دلالة على طلب المحاسبة ومحاكمة المرتكبين واسقاط أركان السلطة.#بيروت_منكوبة #انفجار_المرفأ pic.twitter.com/Epl9JdVJ7k
— Daraj Media (@Daraj_media) August 8, 2020
وبلغ عدد المصابين إثر قمع المظاهرات إلى 44 شخصًا يعالجون في المكان، و14 شخصًا نقلوا إلى المشافي، بحسب “الصليب الأحمر اللبناني”، الذي أرسل 13 فرقة للاستجابة للمظاهرات.
مظاهرة #بيروت: ١٤ جريح تم نقلهم الى مستشفيات المنطقة و ٤٤ مصاب يتم اسعافهم في المكان pic.twitter.com/9ljLgZBenM
— Lebanese Red Cross (@RedCrossLebanon) August 8, 2020
مظاهرة #بيروت: ١٣ فرقة من #الصليب_الأحمر_اللبناني تستجيب الآن وتعمل على نقل الجرحى وإسعاف المصابين. تم نقل ٤ جرحى حتى الساعة. pic.twitter.com/cj1cNn5lT6
— Lebanese Red Cross (@RedCrossLebanon) August 8, 2020
تطورات سياسية بالتزامن مع المظاهرات
قال رئيس الوزراء، حسان دياب، في حديث لمحطة “it.v” البريطانية، في أثناء زيارة لموقع الانفجار، إن الفساد في الحكومة اللبنانية موجود منذ ثلاثة عقود، معتبرًا أنه لا مشكلة لديه في لقاء الناس “لأنه جزء منهم”، بحسب تعبيره، مشيرًا إلى أن اللبنانيين لديهم الحق بالغضب.
وفي سياق، متصل قدمت النائبة المستقلة بولا يعقوبيان استقالتها من المجلس النيابي (البرلمان) اليوم، بحسب تغريدة لها عبر “تويتر”.
وقالت يعقوبيان، “لنترك أحزاب السلطة متمسكة بالكراسي ولنذهب معًا يوم الاثنين إلى استقالات من مجلس العجز والخذلان، لم تعد المعارضة من الداخل مجدية”.
الى نواب الامة
فلنترك احزاب السلطة متمسكة بالكراسي ولنذهب معا يوم الاثنين الى استقالات من مجلس العجز والخذلان
لم تعد المعارضة من الداخل مجدية
لا تخذلوا ناخبيكم
شكرا للكتائب ومروان حمادة على القرار الجريء الذي لا عودة عنه ابدا#استقيلوا#لبنان_منكوب
#السبت_بكل_الساحات— بولا يعقوبيان (@PaulaYacoubian) August 8, 2020
كما أعلن رئيس حزب “الكتائب” اللبنانية سامي الجميّل عن استقالة ثلاثة نواب من حزبه.
وأعلن الحزب، في 4 من آب، عن مقتل أمينه العام، نزار نجاريان، متأثرًا بإصابته جراء انفجار المرفأ.
احتجاجات “17 تشرين”
وشهد لبنان منذ نهاية العام الماضي 2019، مظاهرات عرفت بـ”ثورة 17 تشرين”، طالبت برحيل الطبقة السياسية الحاكمة واحتجت على الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية السيئة في البلاد.
وأدت إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري، وخروج أسماء تملك وزنًا سياسيًا ثقيلًا، ولو مؤقتًا، كوزير الخارجية الأسبق، جبران باسيل.
ووصل حسان دياب إلى رئاسة الحكومة مطلع العام الحالي 2020، واستمر المحتجون بالتظاهر، ضمن ما عرف بـ”حراك 6 حزيران” نسبة للشهر الذي شهد المظاهرات.