تصدّر موقع وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) اليوم، خبر إحياء اليابان للذكرى السبعين لضحايا قنبلة هيروشيما، التي ألقتها الولايات المتحدة الأمريكية في السادس من آب عام 1945، في الوقت الذي يبدأ فيه السوريون التحضير لإحياء الذكرى الثانية لضحايا مجزرة الكيماوي، التي نفذها الأسد في غوطتي دمشق (الشرقية والغربية)، وراح ضحيتها ما يزيد عن 1400 مدني، بينهم أطفال، في آب 2013. بينما تتعالى أصوات دولية لتشكيل فرق للتحقيق في هجمات الغاز السام في سوريا التي لم تتوقف منذ “مجزرة الكيماوي” في الغوطة.
وسائل إعلام النظام تستمر في تجاهل الضحايا السوريين، وتتغاضى عن المجازر التي ينفذها الجيش السوري والميليشيات الموالية له بحق المدنيين، من سكان القرى والبلدات المعارضة له. وعوضًا عن ذلك تنشط في تغطية أخبار الحروب والحوادث في العالم، وتتابع دراسة وتحليل المشاكل السياسية والاقتصادية الداخلية في بلدان الجوار، لا سيما تلك التي تخضع لحكم أنظمة ديمقراطية.
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي محمد نعيمي فإن “النظام السوري يتبع أسلوب المراوغة والتضليل بهدف الحفاظ على قاعدته الشعبية، إلا أن أغلب طروحاته الإعلامية لا ترتقي إلى المنطق والمصداقية، ويعلم مؤيدوه ذلك، لكنهم لا يستطيعون التعبير خوفًا من القمع والتنكيل الذي قد يمارس عليهم من قبل الأجهزة الأمنية”.
ونوه قائلًا في مكالمة مع عنب بلدي إن مجزرة الكيماوي “غيض من فيض ما فعله النظام في سنوات الثورة، وإذا قارنّا حجم الخسائر والنتائج بين ما فعلته قنبلة هيروشيما وما فعله الأسد بشعبه لوجدنا أن حجم ما فعله الأخير أكثر بكثير، فالشعب الياباني لم يعاني من التفكك والتخلخل الاجتماعي والتشرد عقب إلقاء القنبلة، بينما نجد بالمقابل أن الحالة السورية خلفت آثارًا نفسية ومادية كبيرة”، إذ بلغ عدد المهجرين داخليًا وخارجيًا ما يزيد عن 10 ملايين سوري.
وأشار النعيمي إلى تفوق وسائل إعلام النظام على إعلام الثورة، كون الأول يمتلك إمكانيات لا يمكن مقارنتها بإمكانيات الأخير، فلدى الأسد ثلاث فضائيات وجيش إلكتروني مؤلف من 100 ألف موظف، بينما يفتقر الإعلام الثوري إلى المنبر الإعلامي الفاعل، “كونه محارب إقليميًا ودوليًا”.
يذكر أن نظام الأسد شن في الحادي والعشرين من آب 2013 هجومًا بصواريخ تحمل غاز السارين السام، استهدف عدة بلدات في الغوطة الشرقية، وبلدة المعضمية في الغوطة الغربية، وقتل 1466 مدنيًا خنقًا، بينما وصل عدد المصابين إلى ما يزيد عن 3500. وقد أثارت مجزرة الكيماوي ضجة إعلامية دولية واسعة، بينما تجاهلت وسائل إعلام النظام الحادثة.
–