في منشور كتبه معاون مدير صحة دمشق، أحمد حباس، في 1 من آب الحالي، عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك”، أقر بأن عدد الإصابات بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) المعلَنة في سوريا “أقل بكثير” من العدد الحقيقي، معتبرًا أن هذه الحال تنطبق على جميع دول العالم، بما فيها الدول التي لجأت إلى الاعتماد على الأعراض السريرية والتصوير الشعاعي للتشخيص.
وأكد حباس كلامه بالإشارة إلى دراسة أمريكية نشرها موقع “Science Daily”، في أيار الماضي، تفيد بأن اختبار “PCR” لـ”كورونا” في المسحة البلعومية لواحد من كل خمسة أشخاص مصابين يكون بنتيجة سلبية كاذبة (سلبية رغم الإصابة بالفيروس)، وأن هذه النسبة قد تكون أعلى مع الوقت وحسب مراحل الإصابة.
وتشير الدراسة إلى أن “السلبية الكاذبة” تصل إلى 100% في اليوم الأول من الإصابة، وإلى 67% في اليوم الرابع، وإلى 20% في اليوم الثامن (وهو اليوم الثالث بعد ظهور الأعراض).
وتكون “السلبية الكاذبة” بمعدل 38% عند الأشخاص “العرَضيين” بشكل وسطي خلال مراحل المرض، وتتزايد من 21% في اليوم التاسع من الإصابة لتصل إلى 66% في اليوم الـ21.
وتزامن حديث معاون مدير صحة دمشق مع بيان لوزارة الصحة يشير إلى محدودية عدد المسحات المجراة، والاعتماد على المسحات فقط في إعلان الحالات، وأن هناك حالات “لا عرَضية”.
وأشارت الوزارة إلى أنها لا تملك الإمكانيات لإجراء مسحات عامة في المحافظات السورية كافة.
وبلغ عدد الإصابات المعلن عنها حتى أمس، الاثنين 3 من آب، 847 حالة، شُفيت منها 268 حالة، بينما توفي 46 شخصًا، بينهم سبعة أطباء من الكادر الطبي الذي يواجه الفيروس، بحسب نقابة أطباء دمشق.
ويأتي بيان وزارة الصحة بعد أنباء عن وجود إصابات وحالات وفاة أكثر من الحالات التي يعلَن عنها رسميًا.
ووجهت الوزارة تحذيرًا شديدًا بسبب الوضع الوبائي الحالي، وطالبت باتخاذ أعلى درجة من الاحتياطات، مثل التباعد المكاني، وتجنب التجمعات وأماكن الازدحام، وارتداء الكمامات، والانتباه إلى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
وترجع حكومة النظام السوري تردي الواقع الطبي في سوريا إلى العقوبات الاقتصادية، خاصة في ظل فرض واشنطن حزمة عقوبات جديدة ضد النظام، في 29 من تموز الماضي.
إلا أن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الخاص إلى سوريا، جويل د. رايبرن، أكد في مؤتمر صحفي أن “العقوبات لا تستهدف القطاع الإنساني، ولا التجارة المشروعة للأغذية أو الأدوية التي يحتاج إليها الشعب السوري أو التي يصدّرها الجيران الإقليميون لمصلحة الشعب السوري”.
وكان معارضون سوريون وجهوا، قبل أيام، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أهانوم، للمطالبة بالضغط على النظام للكشف عن حقيقة الوضع بشأن فيروس “كورونا” في سوريا.
وطالب المعارضون، ومنهم برهان غليون ورياض حجاب وسهير الأتاسي، بإرسال بعثة تقصي حقائق إلى سوريا، تقدم تقريرًا رسميًا إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة حول الوضع الصحي للسوريين.
–