حذر رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، الكونغرس الأمريكي من أن رفض الحلول الدبلوماسية بشأن الاتفاق النووي سيؤدي إلى الحرب ويهدد مصداقية أمريكا، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، الخميس 6 آب.
أهمية قرار الكونغرس
وخلال خطابه في الجامعة الأميركية بواشنطن أمس الأربعاء، وصف أوباما نقاشات الكونغرس بـ”الأهم” فيما يتعلق بالسياسة الخارجية خلال عقد، مشيرًا إلى تجنب المشرعين الأمريكيين التأثر بضغط المنتقدين، قائلًا “نفس الأشخاص الذين دافعوا عن الحرب في العراق يرفضون الآن الاتفاق النووي مع إيران”.
وأكّد أن رفض الاتفاق من جانب الكونغرس سيجعل أي إدارة أمريكية مصممة على منع إيران من حيازة سلاح نووي تواجه خيارًا وحيدًا وهو حرب أخرى في الشرق الأوسط، مضيفًا “لا أقول ذلك لأكون تحريضيًا، ولكنه أمر واقع”، ومشيرًا إلى أن أمريكا “ستفقد شيئًا أكثر قيمة، وهو مصداقيتها كقائدة للدبلوماسية، وكمرتكز للنظام العالمي”.
الرئيس الأمريكي أقر بأن إيران يمكن أن تستخدم قسمًا من الأموال التي ستستعيدها إثر رفع العقوبات عنها في تمويل “تنظيمات إرهابية”، معتبرًا هذا الأمر “أفضل من نظام إيراني خطير وقمعي و مسلح نوويًا”، مشددًا “نحن قادرون على محاسبة الإيرانيين إذا حاولوا الخداع”.
الموقف الإسرائيلي من الاتفاق
وتطرق أوباما للموقف الإسرائيلي من الاتفاق مشيرًا إلى أن جميع دول العالم أيدته علنًا باستثناء الحكومة الاسرائيلية، “لا يمكن لأحد أن يلوم الإسرائيليين لوجود شكوك عميقة لديهم حول أي اتفاق مع الحكومة الإيرانية”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض الحديث مع أوباما حول الدعم العسكري الإضافي لتعويضه عن الاتفاق مع إيران، قبل أن ينهي الكونغرس البحث في الموضوع.
وصرح ناطق باسمه للإذاعة الإسرائيلية الرسمية، الأربعاء، أنه مصمم على استنفاد جميع الإمكانات لإفشال الاتفاق مع إيران، لأن التاريخ سيحاسبه في المستقبل، “الاتفاق مع إيران وصفة جاهزة لحرب جديدة في الشرق الأوسط، ولا يجوز أن لا يبذل الجهد لمنعها”.
في سياق متصل فشل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، في طمأنة أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن الاتفاق النووي الإيراني، خلال جلسة استماع أمس الأربعاء، فيما أعرب السيناتور الجمهوري، بوب كوركر، عن آسفه حول غياب التأكيدات بشأن دخول “موقع بارشين” النووي الإيراني، والذي يشك برلمانيون أمريكيون بأن طهران عملت فيه سرًا على تطوير سلاح ذري”.
ويرى محللون أن أوباما يحتاج دعم الديمقراطيين لتفادي إطاحة مجلس الشيوخ بالاتفاق، بعد قراره الذي وقعه أيار الماضي، والذي يلزم الكونغرس بإقرار الاتفاق النووي أو رفضه قبل السابع عشر من أيلول المقبل.