اليوفي يعبر باللقب الجديد.. ماذا بعد؟
عروة قنواتي
أسدل الستار رسميًا على بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم، لموسم 2019– 2020، بإعلان يوفنتوس بطلًا مع لقب جديد في الكالتشيو، لتحصد خزائنه اللقب التاسع في آخر عشر سنوات، ويصل إلى الرقم 36 في ريادة المسابقة، بفارق 18 لقبًا عن أقرب الملاحقين، ناديي إي سي ميلان وإنتر ميلان.
بعد المباركة لعشاق السيدة العجوز على اللقب الجديد، أطرح السؤال التالي: هل دخلت كرة يوفنتوس فعلًا مشروعها الجديد مع السيد ماوريسيو ساري، المدير الفني القادم إلى الفريق، لمحاولة التقدم أوروبيًا كما ينتظر عشاق اليوفي؟
وهل أدخل وجود الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو المطلوب والمأمول إلى الفريق، بوجوده للعام الثاني كمحترف مهم وخاطف للأنظار، ليس فقط باتجاه السيدة العجوز بل باتجاه الدوري الإيطالي بالكامل؟
للأمانة اسم اليوفي مهم جدًا في إيطاليا وفي أوروبا أيضًا، ولا يجب الاستهانة أبدًا في مواجهة هذا المارد أيًا كانت الظروف وفي أي مناسبة اقتضت فيها المواجهة، ولكن الصحيح والمفيد أن نقول إن شكل اليوفي كبطل لا يخفي السلبيات الموجودة في دور الفريق، بدءًا من غرفة الملابس، مرورًا بخطوط الفريق، وصولًا إلى التعاقدات والمأمول منها.
وها هو اليوفي ينتظر فرصة عبور ليون الفرنسي في الأسبوع المقبل، بعد هزيمته ذهابًا بهدف دون رد، وربما يكمل مشواره للدور الربع النهائي، وربما يخرج من البطولة أيضًا، كما خسر كأس السوبر مطلع العام الحالي أمام لاتسيو، وخسر كأس إيطاليا أمام نابولي بعد فترة التوقف بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وقد يخسر وجوده بدوري الأبطال في الموسم الحالي، وهذا متوقع جدًا، فكيف حصد بطولة الدوري بوجود منافسين لا يشق لهم غبار، كما يقال، مثل إنتر ميلان ولاتسيو وأتلانتا المجتهد؟
لا نتردد أبدًا بوصف ما قدمته الأندية المنافسة لليوفي، حتى ينال لقب الكالتشيو للعام الحالي، بهدايا ثمينة وغالية. طبعًا لا ننكر على اليوفي أداء وأرقام لاعبيه، ولكن لهدايا لاتسيو الذي سقط بشكل مرعب بعد فترة التوقف، وللتصرفات “الغبية” التي تجمّل بها السيد أنتونيو كونتي مع إنتر ميلان أكبر الأثر في تقدم اليوفي نحو الصدارة وحسم اللقب.
بينما كان ينقص أتلانتا، الذي قدم أفضل أداء له في الموسم الحالي، الصحوة مبكرًا في فترة بداية الموسم حتى يلقي بالسيدة العجوز على أريكة الاستراحة بعيدًا عن اللقب.
أرقام اليوفي للموسم الحالي على الجدول تظهر أنه حقق أعلى نسبة انتصارات وهي 26، مع ستة تعادلات وست هزائم، والمرتبة الثالثة كأفضل دفاع في الموسم، ورابع أفضل هجوم على الترتيب، بينما فشل الهدافون في الفريق، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، للعام الثاني من الوصول إلى لقب هداف الموسم.
أمام هذه المحصلة السريعة، لا بد وأن يكون اليوفي وسط سقوطه في بعض المباريات متعادلًا وخاسرًا قد تلقى أخبارًا تريح أعصابه بسقوط الخصوم المتكرر، ما جعل مهمته للقبض على الكالتشيو في المتناول.
بصراحة، اليوفي ليس مرعبًا ولا يخيف فرق الدوري الإيطالي في الموسم الحالي على الأقل، فكيف سيخيف أبطال أوروبا في المسابقة الأقوى والأغلى؟
المدير الفني، ساري، الذي جاء خلفًا للسيد أليغري، لم يقدم الصورة المطلوبة والحقيقية للسيدة العجوز، التي يهوى العشاق رؤيتها أو العودة إليها في أوروبا، بل على العكس، زاد وجوده الضغوط والمطبات في مسيرته ومسيرة الفريق.
الهزيمة مع الميلان بريمونتادا، نتيجة قاسية، وافتكاك لقب الكأس من بين يديه عبر ركلات ترجيح ابتسمت لنابولي غاتوزو، الذي كان في وقت المباراة الأصلي أفضل بكثير من وضع ساري واليوفي بشكل عام، وأخيرًا غضب رونالدو أكثر من مرة في الموسم الحالي، كل تلك الضغوط لن يتجاوزها السيد ساري بسهولة، لينتقل إلى الموسم المقبل بشكل أكثر ترتيبًا، ومن يدري فربما يكون لنتيجة اليوفي وليون الفرنسي في دوري الأبطال سيناريو آخر ليس في حسبان أحد، وخاصة مصير السيد ماوريسيو ساري.
مبارك لعشاق السيدة العجوز بطولة الدوري الإيطالي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :