تصعيد في إدلب.. “كورونا” يزيد من خطر النزوح
عنب بلدي – خاص
مع استمرار النظام السوري بخرق اتفاق إدلب، الموقّع بين تركيا وروسيا في آذار الماضي، تتصاعد مخاوف الأهالي من انطلاق عملية عسكرية في المنطقة، ما ينذر بحركة نزوح جديدة قد تكون أخطر من سابقتها بسبب وجود فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، الذي حط رحاله في الشمال السوري بإصابة 31 شخصًا حتى إعداد التقرير.
وخلال الأيام الماضية، ظهرت مؤشرات تدل على وجود تصعيد عسكري مقبل، منها استعداد الطرفين عسكريًا، إن كان من جانب النظام السوري بحشد المزيد من قواته على تخوم إدلب، أو من جانب الفصائل العسكرية التي تعلن يوميًا عن تجهيزات وتدريبات وتخريج دورات عسكرية لمقاتلين.
قصف وتصعيد
من هذه المؤشرات عودة قوات النظام السوري لقصف مدن وبلدات جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي، وخاصة بلدات سفوهن وكفرعويد والموزرة وكنصفرة وعين لاروز، في جبل الزاوية جنوب إدلب.
كما استهدفت صواريخ متفجرة شركة “وتد” للمحروقات في مدينة سرمدا بإدلب، للمرة الثانية خلال أسبوعين، ما أدى إلى اندلاع حرائق، بحسب ما قاله مدير المكتب الإعلامي في “وتد”، صفوان الأحمد، لعنب بلدي، الذي أكد أن صواريخ “غراد” يُرجّح أن عددها ثلاثة صواريخ متتالية استهدفت السوق.
وردًا على ذلك، قصفت غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضم “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش النصر”، مواقع قوات النظام في ريف إدلب.
كما قُتل وأُصيب أكثر من عشرة عناصر لقوات النظام، الجمعة الماضي، بانفجار لغم في أثناء مواجهات مع الفصائل.
وتداولت وسائل إعلام محلية أنباء عن رفع القوات التركية في إدلب جاهزيتها العسكرية، إلا أن مصدرًا عسكريًا في “الجبهة الوطنية للتحرير”، طلب من عنب بلدي عدم ذكر اسمه، أكد أن القوات التركية طلبت من فصائل المنطقة التجهز لأي عمل عسكري قريب قد يقوم به النظام.
وأوضح المصدر أن القوات التركية لم ترفع الجاهزية، وإنما حذرت فقط من الحشود العسكرية للنظام على أطراف إدلب وريفها، مشيرًا إلى أن القوات التركية ليست في حال استنفار بالمنطقة.
تشتيت “الدفاع المدني”
أسفرت خروقات قوات النظام في مناطق جبل الزاوية، التي بلغت منذ وقف إطلاق النار 1600 خرق بحسب فريق “منسقو الاستجابة”، عن زيادة في حركة النزوح خلال الأيام الماضية.
وحذر مدير فريق “منسقو الاستجابة”، محمد حلاج، من موجة نزوح جديدة في ظل وجود تحديات في حال انطلاق عملية عسكرية بالمنطقة.
وقال حلاج لعنب بلدي، إن اندلاع أي عملية عسكرية سيؤدي إلى موجة نزوح كبيرة، ولجوء الأهالي إلى المخيمات، وسط مخاوف من ذلك بسبب انتشار فيروس “كورونا” في المنطقة، وعدم إمكانية تطبيق إرشادات الوقاية وقواعد التباعد الاجتماعي، إلى جانب ضعف الخدمات الصحية داخل المخيمات.
أما عضو المكتب الإعلامي بمديرية “الدفاع المدني” في إدلب، فراس خليفة، فأوضح لعنب بلدي أن أعداد النازحين حاليًا قليلة رغم القصف، بسبب الازدحام الحاصل في المخيمات، وغلاء الأسعار، وضعف القدرة المادية لدى المدنيين على استئجار المنازل، إلى جانب انتشار فيروس “كورونا” في الشمال، ما يدفع بالمدنيين إلى تفضيل العيش تحت القصف على النزوح.
وحذر خليفة من موجة نزوح جديدة، ما سيؤدي إلى ضغط على “الدفاع المدني” وتشتيت عمله، كونه منشغلًا في عمليات التطهير والوقاية والتوعية من الفيروس.
وأشار خليفة إلى أن منع الازدحام في المخيمات أو مراكز الإيواء سيكون تحقيقه صعبًا، نظرًا للاكتظاظ السكاني في المنطقة، وقلة عدد المخيمات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :