منازل مدمرة في الرقة.. من يعوض أصحابها

  • 2020/08/02
  • 12:00 ص
طفلان أمام مبنى مهدم في مدينة الرقة - 26 تموز 2020 (عنب بلدي/عبد العزيز الصالح)

طفلان أمام مبنى مهدم في مدينة الرقة - 26 تموز 2020 (عنب بلدي/عبد العزيز الصالح)

عنب بلدي – زينب مصري

نجت رقية الحسن، من أهالي مدينة الرقة، وثلاثة من أطفالها الخمسة “بأعجوبة” من غارة لطيران التحالف استهدفت منزل أسرتها، الكائن في مساكن الصحة مقابل “المشفى الوطني” في مدينة الرقة شمالي سوريا في آب 2017، لكنها خسرت زوجها واثنين من أطفالها، وخسرت منزلها بسبب تدميره “بشكل كامل” جراء تلك الغارة.

انتقلت رقية لتقطن في منزله استأجرته بمبلغ 25 ألف ليرة سورية شهريًا، في حي التوسعية شمال غربي مدينة الرقة، وهي تنتظر تعويضًا من أحد الأطراف المعنية، بعد تقديمها “عشرات” الشكاوى إلى المنظمات الإغاثية، لكن دون الحصول على أي تعويض باستثناء بعض المساعدات التي “لا تقي برد الشتاء أو حر الصيف”، بحسب قولها لعنب بلدي.

مطالبات بالتعويض

لجأ عدد من السكان الذين خسروا منازلهم ومحلاتهم التجارية بشكل كامل، أو خسروا أجزاء منها، إلى الجهات المسيطرة على المدينة للمطالبة بتعويضات عن أضرار من جهات “لا تعني سكان الرقة بشيء”، بحسب ما قاله مصطفى الرحمو، وهو أحد سكان المدينة.

مصطفى الذي التقته عنب بلدي قال إنه قصد عدة جهات للمطالبة بتعويض، لكن مطالباته كانت “دون جدوى”، وبعبارة “خسرت بيتك ومحلك ونحن خلصناكم من داعش” جاءه الرد من أحد قيادات “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في “مجلس الرقة المدني”، على مطلبه بالتعويض.

لا وعود رسمية

الإعلامي أسامة الخلف العامل في “مجلس الرقة المدني” قال لعنب بلدي، إن موضوع تعويض أصحاب المنازل المتضررة بسبب المعارك طُرح عدة مرات في أثناء اجتماعات المجلس مع دول “التحالف الدولي”، ولم يُطلق أي تصريح رسمي بهذا الخصوص.

وأضاف أن بعض المنظمات، أبرزها “Acted” و”People In Need” و”Mercy Corps”، رممت منازل في قرى ريف الرقة وأحياء المدينة، عبر لجان تقييم تابعة لها بالتنسيق مع “المجلس المدني”، ومنحت المتضررين مبالغ مالية بحسب قيمة وحجم الدمار في المنزل.

ويختلف التعويض بحسب معايير لجنة التقييم الهندسية “المشتركة” من “المجلس المدني” والمنظمة الراعية، وفقًا لما ذكره الخلف، وتبدأ التعويضات المالية من 600 دولار وقد تصل إلى ثلاثة أو أربعة آلاف دولار أمريكي، بحسب حجم الضرر.

وأشار الخلف إلى أن “المجلس المدني”، خلال عام 2019، وعبر “لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل”، أحصى جميع المنازل المتضررة في أثناء المعارك التي حصلت في المدينة، وفق قاعدة بيانات ومهندسين ومشرفين مختصين.

وبناء عليه، شُكّلت لجنة مختصة تزور الأحياء المستهدفة بالتقييم والترميم، وأبرز تلك الأحياء المستفيدة حي القطار وحي ما وراء السكة وحي الرميلة.
بينما قال رئيس بلدية الرقة، أحمد إبراهيم، لعنب بلدي، إن الوعود عبارة عن “قشور”، والترميم الذي يجري للمنازل المتضررة عبارة عن ترميم جزئي “يشمل الطينة الداخلية للمنزل، ودهانه، وإصلاح النوافذ والأبواب، وأمورًا مشابهة، ولم يشمل المباني المدمرة بشكل كامل”.

وأضاف أن هذا الترميم لم يستهدف إلا أجزاء من المدينة، مشيرًا إلى أن سقف الدعم يتراوح بين 800 وألف دولار أمريكي، ومن الممكن أن يكون الدعم ماليًا أو تتكلف المنظمات بالترميم بقيمة هذا الدعم.

الدمار في مباني الرقة

أشار أطلس، نشره معهد “الأمم المتحدة للبحث والتدريب” (UNITAR)، في آذار 2019، إلى نسبة الدمار الذي لحق بالمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي قُصفت من قبل قوات “التحالف الدولي”.

ورصد الأطلس وجود 12 ألفًا و781 مبنى متضررًا في محافظة الرقة، منها 3326 مبنى مدمرًا كليًا، و3962 مبنى مدمرًا بشكل بالغ، و5493 بشكل جزئي.

وبيّن توزع الدمار في المحافظة على مختلف المدن والقرى التابعة لها.

وبلغ مجموع المباني المتضررة في مدينة الطبقة 487 مبنى، منها 207 مبانٍ مدمرة بشكل كامل، و128 مبنى مدمرًا بشكل بالغ، و152 بشكل جزئي.

وقدّر تقرير لـ”منظمة العمل ضد العنف المسلح الدولية” (AOAV)، صادر في كانون الأول 2019، عدد القذائف المدفعية التي أطلقتها قوات “التحالف الدولي” على مدينة الرقة بـ30 ألف قذيفة.

مقالات متعلقة

المساكن والأراضي والممتلكات

المزيد من المساكن والأراضي والممتلكات