سرمين تعيش أول حجر صحي في الشمال السوري

  • 2020/08/02
  • 12:00 ص
القوى الأمنية التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" تغلق الطرقات الواصلة إلى مدينة سرمين في ريف إدلب ضمن إجراءات الحد من انتشار فيروس "كورونا" - 25 تموز 2020 (عنب بلدي/ يوسف غريبي)

القوى الأمنية التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" تغلق الطرقات الواصلة إلى مدينة سرمين في ريف إدلب ضمن إجراءات الحد من انتشار فيروس "كورونا" - 25 تموز 2020 (عنب بلدي/ يوسف غريبي)

عنب بلدي – إدلب

“منعني الحجر الصحي المفروض على سرمين من دخول مدينة إدلب، حيث جامعتي، لشراء ما تبقى من كتبي ومحاضراتي، وشعرتُ بالتوتر والخوف من ارتفاع عدد الإصابات، وتمديد فترة الحجر لأكثر من 14 يومًا، وحرماني من تقديم الامتحان الذي أنتظره بفارغ الصبر كوني في سنة تخرج”.

بهذه الكلمات وصفت الطالبة في جامعة “إدلب” رغد قاق، لعنب بلدي، حالها بعد فرض الحجر الصحي على بلدة سرمين بريف إدلب، الذي طُبّق في 25 من تموز الماضي، بعد تسجيل إصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، لامرأة قدمت من مناطق سيطرة النظام السوري.

معاناة الطالبة رغد لا تختلف عن عبد الله محمود صطيفان، صاحب محل هواتف محمولة وصالة إنترنت، الذي قال لعنب بلدي، إنه تأثر بالحجر “من ناحية منع الخروج لمدينة إدلب لجلب احتياجاتي اللازمة للمحل”، لافتًا إلى توفر المواد الأساسية من خبر وخضار في سرمين، بعكس اللحوم والدجاج.

تضرر أصحاب محال تجارية

رغم حديث من التقتهم عنب بلدي في سرمين عن أن الوضع الصحي جيد والمراكز الصحية متوفرة والأفران تعمل، فإنهم أبدوا شعورهم بالبعد والانقطاع عن العالم الخارجي، لا سيما أن الحجر تزامن مع التحضيرات التي تسبق عيد الأضحى، حيث يبدأ الأهالي بتأمين الأضاحي وشرائها إضافة إلى شراء الملابس والحلويات.

وتضرّر أصحاب محال تجارية في بلدة سرمين من قرار الحجر الصحي المفروض بشكل مفاجئ، لا سيما تلك التي كانت تنتظر موسم العيد، حيث تزداد المبيعات.

وقالت أم محمد، صاحبة محل ألبسة نسائية في البلدة، “كان الحجر ضروريًا لكنه أثّر بشكل سلبي، وخاصة على عملي في متجري”.

تعتمد أم محمد بشكل أساسي على المبيعات في الأعياد، وكان لديها أمل في تحقيق أرباح جيدة، لكن بسبب الحجر أغلقت المحل منعًا للتجمعات، ما سبب أضرارًا بعدما اشترت بضائع دون بيعها.

وهو ما يبدو أن المجلس المحلي في البلدة استجاب له، إذ فتح معبرًا في أول أيام عيد الأضحى، في 31 من تموز الماضي، لخروج ودخول الأهالي، ولكن بشروط محددة.

وأكد المجلس أن القرار جاء بعد التشاور بين وزارة الصحة والمجلس المحلي والمعنيين في سرمين، ونظرًا للنتائج الأخيرة لمسحات المخالطين التي كانت سلبية، والتزام المصابين والمخالطين بالحجر المنزلي.

من جهته، أكد رئيس المجلس المحلي في سرمين، علي طقش، فتح المعبر من الساعة الثامنة صباحًا حتى السابعة مساء، للأعمار من 20 وحتى 50 عامًا، أما كبار السن فلن يسمح لهم بالخروج.
وأوضح طقش لعنب بلدي أن هناك آليات تعقيم من “الدفاع المدني” ستكون على المعبر، إضافة إلى فريق طبي من أجل قياس درجة الحرارة، ، مشيرًا إلى أنه يحق لكل الأهالي الخروج والدخول حسب الشروط.

لماذا فُرض الحجر الصحي على البلدة

وكانت وزارة الصحة التابعة لحكومة “الإنقاذ” في إدلب فرضت حجرًا صحيًا، في 25 من تموز الماضي، وأغلقت الطرقات المؤدية إلى البلدة الواقعة شرقي إدلب، بعد تسجيل إصابة بفيروس “كورونا” في المدينة لمعلمة قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري.

وأوضح رئيس المجلس المحلي للبلدة، علي طقش، لعنب بلدي، أن فرض الحجر جاء بسبب عدم التزام الناس بالحجر المنزلي بعد تسجيل الحالة الأولى في البلدة، ولذلك تعاون المجلس مع مديرية الخدمات التابعة لحكومة “الإنقاذ” ومديرية الصحة لفرض حجر صحي كامل على المدينة.

تحذيرات لضبط انتشار الفيروس

أصدرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة “الإنقاذ” بيانًا، في 25 من تموز الماضي، طالبت فيه قاطني الشمال السوري بالإبلاغ الفوري والعاجل عن كل العائدين إلى المناطق المحرّرة، ولا سيما عن طريق التهريب من مناطق سيطرة النظام، لضمان فحصهم وحجرهم، منعًا لانتشار فيروس “كورونا”.

وتوعّدت الوزارة بإنزال “أقصى العقوبات” بمن يتستر على العائدين، و”الضرب بيد من حديد” على المهربين الذين يهددون سلامة سكان الشمال.

وسجلت مناطق المعارضة أول إصابة بـ”كورونا”، في 9 من تموز الماضي، لطبيب يعمل في مشفى “باب الهوى”، يبلغ من العمر 39 عامًا، ودخل إلى سوريا من تركيا في 25 من حزيران الماضي.

الاستجابة ضعيفة

دخلت المساعدات إلى بلدة سرمين بعد أربعة أيام من فرض الحجر، وفق ما قاله مدير “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج، لعنب بلدي، مضيفًا أن حملات التعقيم مستمرة منذ فرض الحجر، وقدّم مشفى “سرمين” الميداني الكمامات للناس لكنها لا تكفي.

وأكد حلاج دخول سيارات خضار ومواد غذائية وسلل نظافة للأهالي، في حين تعهّد “الهلال الأحمر” التركي بتأمين 1500 ربطة خبز بشكل يومي لحين انتهاء الحجر.

واعتبر أن المساعدات تأخرت في الدخول إلى سرمين، مشيرًا إلى أن “كل ما يقدم غير كافٍ، لأن الناس لا يستطيعون ممارسة عملهم خوفًا من العدوى، ولذلك لا تزال الاستجابة ضعيفة مقارنة بالوضع العام في البلدة”.

مدير العلاقات العامة في حكومة “الإنقاذ”، محمد سالم، قال لعنب بلدي، إن حكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب وريفها، “أمّنت كميات من الخضار اليومية والكمامات، وقدّمت بعض الأعمال الإغاثية”.

وتحدث سالم عن “العمل على تأمين المحروقات للمجلس المحلي من أجل استمرار الخدمات في سرمين”، بالإضافة إلى العمل على إعانة أهل سرمين لتجاوز فترة الحجر وليس فقط تأمين الكمامات، والعمل على توجيه الجهد الإغاثي والإنساني إلى الأهالي”.

وبحسب أرقام وزارة الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، بلغ عدد الإصابات بالفيروس المسجلة في الشمال السوري 31 إصابة، دون تسجيل أي وفيات، حتى تاريخ 31 من تموز الماضي.

مقالات متعلقة

مجالس محلية

المزيد من مجالس محلية